
فقدت الساحة الدينية في مصر والعالم الإسلامي، مساء اليوم، واحدًا من أبرز أعلام تلاوة القرآن الكريم، بوفاة القارئ الشيخ السيد سعيد، الشهير بلقب “سلطان القراء“، بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا صوتيًا خالدًا، وأثرًا لا يُمحى في قلوب الملايين من محبي التلاوة القرآنية.رحيل سلطان القراء الشيخ السيد سعيد
وتميز الشيخ السيد سعيد بأسلوب فريد في تلاوة القرآن الكريم، حيث عُرف بإتقانه المبهر لأحكام التجويد، وأدائه الذي يجمع بين الخشوع والقوة، لا سيما في تلاوته المؤثرة لسورة يوسف، والتي حققت انتشارًا واسعًا عبر الإذاعات والمنصات الإلكترونية، وأصبحت واحدة من أشهر التلاوات التي تلامس وجدان المستمعين.

ولد الشيخ في مركز ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية، وتعلّق بالقرآن منذ نعومة أظافره، حيث حفظ كتاب الله كاملًا وهو في سنٍ مبكرة، ثم التحق بمعهد القراءات، وبدأ يشق طريقه في عالم التلاوة بخطى ثابتة، حتى ذاع صيته في مختلف أنحاء الجمهورية.
وشارك الشيخ السيد سعيد في العديد من الفعاليات والمحافل الدينية الكبرى داخل مصر وخارجها، ومثّل مصر في مسابقات دولية لتلاوة القرآن الكريم في عدد من الدول الإسلامية، ونال خلالها إشادة واسعة من لجان التحكيم والمستمعين على حد سواء، لما امتاز به صوته من حلاوة، وأدائه من خشوع ووقار.
وقد مرّ الشيخ خلال الأشهر الأخيرة بأزمة صحية شديدة استدعت تدخلًا رئاسيًا، حيث وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي بعلاجه في أحد المستشفيات العسكرية تقديرًا لمكانته ودوره في خدمة كتاب الله، وهو ما عكس حجم التقدير الذي ناله من الدولة والشعب على السواء.
ومن المقرر أن تُشيّع الجنازة من مسقط رأس الفقيد بمركز ميت سلسيل، وذلك فور وصول نجله من المملكة العربية السعودية، وسط حالة من الحزن العارم بين الأهالي والمحبين، الذين لطالما اعتزوا بانتماء الشيخ إلى قريتهم، واعتبروه فخرًا لها وللوطن.
برحيل الشيخ السيد سعيد، طُويت صفحة من صفحات النقاء الصوتي والخشوع القرآني، لكن صوته سيظل حيًا يتردد في جنبات المساجد والبيوت، وكل مكان يُتلى فيه القرآن الكريم.رحيل سلطان القراء الشيخ السيد سعيد
إنا لله وإنا إليه راجعون.