
كتبت: إسراء عبدالله
المحادثات التي استضافتها السعودية بين الولايات المتحدة وروسيا يوم الثلاثاء، والتي اتسمت بالرسمية والتوتر وعدم الثقة، تحمل كل السمات المميزة للمواجهة الدبلوماسية الكبرى.
اللقاء النادر بمثابة تحول دراماتيكي في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، بعد المكالمة الهاتفية الأسبوع الماضي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتن.
كان المشهد في حد ذاته مذهلاً.
استضاف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الاجتماع في قصر الدرعية، حيث بسطت المملكة السجادة الحمراء.
اجتماع الولايات المتحدة وروسيا هو الأول من هذا المستوى والشكل منذ غزو موسكو لأوكرانيا في 24 فبراير 2022.
قدم لروسيا، المعزولة إلى حد كبير على المسرح العالمي، فرصة للمشاركة دبلوماسياً.
تجمع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حول طاولة ضخمة من خشب الماهوجني، تفصل بينهما باقات كبيرة من الزهور البيضاء، وقاد كل منهما وفده الخاص.
واجه روبيو، 53 عامًا، الذي تم تعيينه مؤخرًا في المنصب، لافروف، الدبلوماسي المخضرم البالغ من العمر 74 عامًا. لم يسبق للاثنين أن التقيا من قبل، ولم يتحدثا إلا عبر الهاتف قبل أيام.
كان من بين المسؤولين الأمريكيين الحاضرين مستشار الأمن القومي مايك والتز ومبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
ومن الجانب الروسي، حضر المستشار الدبلوماسي لبوتن يوري أوشاكوف.
كانت التعابير صارمة وحذرة، مع إدراك المسؤولين للمخاطر العالية.
في كييف والعواصم الأوروبية، تصاعدت المخاوف من أن القرارات التي تؤثر على أوكرانيا قد يتم اتخاذها بدونهم.
كان الشك ملموسًا، حيث بدا أن كلا الجانبين يقيس كل منهما الآخر ويختبر نواياه.
لم تكن هناك ابتسامات، ولا مصافحات للكاميرات، ولا بيانات لوسائل الإعلام حيث بدأ الاجتماع قبل الساعة 10:30 صباحًا (0730 بتوقيت جرينتش) – متأخرًا قليلاً عن الموعد المحدد.
حضر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ومستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان الجلسة الافتتاحية قبل مغادرة الغرفة.
بدأت المحادثات بجلسة استمرت ساعتين ونصف، تلاها استراحة لمدة 15 دقيقة قبل استئنافها على الغداء.
وبحلول الوقت الذي انتهت فيه المحادثات بعد الساعة الثالثة بعد الظهر بقليل.
قال أحد مساعدي الكرملين إنه “من الصعب القول” ما إذا كانت المواقف الأميركية والروسية تقترب من بعضها البعض، وأنه من السابق لأوانه الحديث عن موعد لقمة ترامب وبوتين.