
كتبت: سهام إبراهيم
وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسالة مباشرة إلى سكان مدينة غزة، طالبهم فيها بمغادرة منازلهم فورًا، قائلاً: “لقد حذّرناكم.. اخرجوا من هناك.. غادروا الآن”، مشددًا على أن الجيش الإسرائيلي دمّر 50 برجًا في يومين فقط، وأن ما جرى ليس سوى بداية لعملية برية واسعة النطاق.
وأوضح نتنياهو أن قواته تعيد تنظيم صفوفها وتستعد لتنفيذ مناورة عسكرية داخل المدينة، واصفًا هذه الخطوة بأنها “مقدمة للعملية الرئيسية الكبرى”، في إشارة إلى خطط عسكرية تهدف إلى السيطرة على قلب مدينة غزة.
تصعيد عسكري وخسائر بشرية
خلال الأيام الأخيرة، استهدفت الضربات الجوية الإسرائيلية عدة أبراج سكنية مرتفعة، بينها أبراج الـSousi وMushtaha وأل-Ru’ya، بعد إنذارات قصيرة للسكان. وأسفرت الغارات عن مقتل عشرات الفلسطينيين، بينهم 56 شخصًا يوم السبت وحده، إضافة إلى تدمير مبانٍ كانت تستخدم كمراكز تعليمية أو ملاجئ مؤقتة للنازحين.
نزوح جماعي وأزمة إنسانية
تزامن التصعيد مع نزوح جماعي لأكثر من 100 ألف شخص من غزة سيتي باتجاه الجنوب، وسط تحذيرات من منظمات دولية من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، الذي يعاني بالفعل من نقص حاد في الغذاء والدواء وانتشار المجاعة.
انتقادات داخلية ومحاولات وساطة
في الداخل الإسرائيلي، انتقد زعيم المعارضة يائير لابيد سياسة حكومة نتنياهو، واتهمها بالتركيز على قصف الأبراج بدلاً من السعي لإبرام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس. وأكد أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق كامل أو جزئي، لكن الحكومة “لا تحاول حتى التفاوض”.
على الصعيد الدولي، تواصل الولايات المتحدة ومصر جهود الوساطة لفرض هدنة مؤقتة مدتها 60 يومًا، تشمل تبادلًا تدريجيًا للأسرى والمحتجزين، غير أن المباحثات ما تزال متعثرة في ظل تمسك كل طرف بمواقفه.






