أهداف نواب الإخوان في برلمان 2012 كانت موجهة لإضعاف مؤسسات الدولة
الإخوان في برلمان 2012 كانت موجهة لإضعاف مؤسسات الدولة

كتب :مؤمن علي
أكد هشام النجار، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، أن فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية لمصر شهدت مراحل متعددة، مشيرًا إلى أن صعود الجماعة لم يتم في ظروف ديمقراطية طبيعية، بل جاء مدفوعًا بعوامل خارجية وأجواء استثنائية. ولفت إلى أن هذا الصعود كان مدعومًا بشكل واضح من الإدارة الأمريكية، وهو ما كشفت عنه لاحقًا مراسلات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، التي أثبتت وجود دعم سياسي ومالي كبير للجماعة.
وأضاف “النجار”، في تصريحاته لصحيفة “اليوم السابع”، أن العامل الثاني الذي ساهم في تمكين الجماعة هو الأجواء الطائفية والمشحونة التي سيطرت على الشارع في ذلك الوقت، خاصة خلال مظاهرات الإخوان وحلفائهم من السلفيين، والتي اتسمت بالتحريض على أساس ديني وأيديولوجي، مما دفع نحو مشهد سياسي غير طبيعي لا يعكس الإرادة الشعبية الحقيقية.
وأوضح أن نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 2012 لا تعبر بدقة عن المزاج العام للمواطنين في تلك الفترة، مؤكدًا أن فوز الإخوان والسلفيين لم يكن نتاجًا لتفوق شعبيتهم، بل لكونهم التنظيمات الوحيدة المنظمة والقادرة على الحشد، في حين أن معظم القوى السياسية الأخرى لم تكن جاهزة أو قادرة على المنافسة. كما أشار إلى أن نسبة كبيرة من الناخبين لم يشاركوا في الانتخابات، بينما تصدر التيار الديني المشهد بسبب قدرته التنظيمية.
وتابع النجار أن الجماعة، بمجرد توليها السلطة، بدأت تنفيذ مخطط واضح للسيطرة على مفاصل الدولة، بدعم مباشر من أطراف إقليمية ودولية، في مقدمتها الولايات المتحدة، بهدف تفكيك الدولة المصرية، بما يخدم مشاريع توسعية مثل مشروع “إسرائيل الكبرى”، وتصفية القضية الفلسطينية، عبر إضعاف الجيش المصري وتقليص دوره.
وأشار إلى أن نواب الجماعة في برلمان 2012 ركزوا بشكل كبير على ملف القوات المسلحة، في محاولة للتأثير على مكانته وتقليل ميزانيته، وهو ما ظهر جليًا في عدد من جلسات البرلمان حينها، ما يؤكد أن أحد أهداف الجماعة الأساسية كان تقويض المؤسسة العسكرية وإضعاف قدراتها.
وشدد هشام النجار على أن الجماعة لم تكن تسعى فقط للسلطة، بل كانت أداة في مشروع دولي هدفه إعادة تشكيل خريطة المنطقة، عبر تفكيك الدول الوطنية القوية، وعلى رأسها مصر. وأكد أن الجيش المصري، باعتباره الحامي الأساسي لوحدة التراب الوطني، كان العقبة الأبرز أمام هذه المشاريع، ما جعله الهدف الرئيسي للإخوان ومن خلفهم.






