
كتبت/كوثر عبدالعاطي محمود.
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تنظيم اجتماعات سرية داخل الحكومة الإسرائيلية لمناقشة سيناريوهات مواجهة عسكرية محتملة مع إيران، في ظل تصاعد التوترات في العلاقات بين تل أبيب وواشنطن، خاصةً مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وذكرت صحيفة “معاريف” العبرية أن الاجتماع، الذي عُقد تحت عنوان “الاستعداد لهذا الاحتمال”، جمع ممثلين عن وزارات حكومية مختلفة وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث تم سحب الهواتف المحمولة من الحاضرين لضمان السرية الكاملة.
وحسب التقديرات المطروحة خلال الاجتماع، فإن أي مواجهة مباشرة مع إيران قد تؤدي إلى قصف آلاف الصواريخ الثقيلة على الأراضي الإسرائيلية، بعضها قد يصل وزنه إلى 700 كيلوغرام، مما قد يسبب شللاً مؤقتاً في الاقتصاد الإسرائيلي لفترة تتراوح بين يومين إلى أربعة أيام، قبل الانتقال إلى حالة الطوارئ.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية وضعت خطة شاملة لمواجهة هذا السيناريو، تشمل:
– فتح أكثر من 10,000 ملجأ عام
– رفع جاهزية المستشفيات لاستيعاب الجرحى
– تجهيز مناطق للإخلاء السريع
– تعزيز قيادة الجبهة الداخلية ومراكز الطوارئ
توترات بين نتنياهو وترامب حول إيران
وفي تطور سياسي ملحوظ، أفادت صحيفة “هآرتس” بأن العلاقات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشهد توتراً شديداً بسبب الملف الإيراني.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب أعرب بوضوح عن رفضه لأي ضربة إسرائيلية ضد إيران أثناء المفاوضات النووية، حيث قال لنتنياهو: “طلبت منك عدم مهاجمة إيران. باختصار، لا تفعل”.
وأشارت “هآرتس” إلى أن لغة جسد ترامب خلال آخر مؤتمر صحفي له عكست اشمئزازاً حقيقياً من سياسات نتنياهو.
تصعيد داخلي واستجواب قضائي
على الصعيد الداخلي، توقعت “هآرتس” أن تبدأ هذا الأسبوع أولى جلسات استجواب نتنياهو في قضايا الفساد الموجهة إليه، وهو ما أثار شكوكا بين المراقبين حول إمكانية حدوثه فعلياً.
وتشير بعض التقديرات إلى أن الحديث المتزايد عن ضربة عسكرية ضد إيران قد يرتبط بمحاولات نتنياهو لصرف الأنظار أو تأجيل المسار القضائي، إلا أن موقف ترامب الحازم تجاه الهجوم المزعوم قد يكون قد أوقف هذه المناورة قبل أن تبدأ.