
كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: رويترز
أعلنت القوات الإسرائيلية، يوم الأحد، أنها بدأت “عمليات برية واسعة النطاق” في شمال وجنوب قطاع غزة، في تصعيد جديد للحملة العسكرية داخل القطاع، حيث قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 130 شخصاً خلال الليل.
جاء هذا الإعلان بعد أن قالت مصادر من كلا الجانبين إنه لم يتم إحراز أي تقدم في جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطر.
وقالت رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن المحادثات تناولت مناقشات حول وقف إطلاق النار، وصفقة تبادل أسرى، واقتراحاً لإنهاء الحرب مقابل نفي مقاتلي حماس ونزع سلاح القطاع — وهي شروط سبق لحماس أن رفضتها.
ورغم أن البيان كان متسقاً مع تصريحات إسرائيلية سابقة، إلا أن توقيته تزامناً مع الاجتماعات أعطى انطباعاً باحتمال وجود مرونة في الموقف الإسرائيلي.
لكن مسؤولاً إسرائيلياً رفيعاً قال إنه لم يتم إحراز أي تقدم حتى الآن.
وأوضحت القوات الإسرائيلية أنها شنت في الأيام الماضية أكثر من 670 ضربة جوية على أهداف تابعة لحماس في غزة، دعماً للعملية البرية الجديدة التي تحمل اسم “مركبات جيش جدعون”، وتهدف إلى “تحقيق سيطرة عملياتية” في مناطق من القطاع.
وقالت إنها قتلت العشرات من مقاتلي حماس.
وقالت وزارة الصحة في غزة إنه في الأسبوع المنتهي يوم الأحد وحده، قُتل ما لا يقل عن 464 فلسطينياً، وأن عدد قتلى الليلة الماضية وحدها بلغ نحو 130 شخصاً إضافياً.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، خليل الدقران، لرويترز عبر الهاتف: “عائلات بأكملها مُسحت من سجل الأحوال المدنية بسبب القصف الإسرائيلي الليلي”.
وقد دمّرت الحملة الإسرائيلية معظم أنحاء غزة، وتسببت في تهجير قرابة جميع سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وقتلت أكثر من 53,000 شخص، وفقاً لسلطات الصحة في غزة.
ومنذ بداية مارس، منعت إسرائيل دخول المساعدات الطبية والغذائية والوقود إلى القطاع، في محاولة للضغط على حماس للإفراج عن الرهائن، ووافقت على خطط قد تتضمن السيطرة الكاملة على غزة والتحكم في توزيع المساعدات.
وحذر خبراء دوليون من مجاعة وشيكة.
“المستشفيات منهارة”
وعند سؤال مسؤول من حماس عن محادثات قطر، قال لرويترز: “الموقف الإسرائيلي لم يتغير، فهم يريدون الإفراج عن الأسرى دون الالتزام بوقف الحرب”.
وأضاف أن حماس لا تزال تقترح إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية، ورفع الحصار عن المساعدات، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
وتهدف إسرائيل في حربها على غزة إلى القضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحماس، التي شنت هجوماً على بلدات إسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل حوالي 1,200 شخص وأسر 251 رهينة، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
وقد تؤدي التقارير الإسرائيلية والعربية التي تشير إلى احتمال مقتل محمد السنوار، القيادي في حماس، إلى تعقيد مفاوضات الدوحة التي بدأت يوم السبت.
ولم تؤكد حماس هذه التقارير ولم تنفها، كما لم تعلق وزارة الدفاع الإسرائيلية.
في المقابل، قال مسعفون في غزة إن زكريا السنوار، أستاذ التاريخ في إحدى جامعات غزة وشقيق قياديي حماس الحاليين والسابقين، لا يزال على قيد الحياة لكنه في حالة حرجة، وقد وُضع خطأً في ثلاجة الموتى مع أطفاله الثلاثة قبل أن يُلاحظ الأطباء أنه لا يزال يتنفس.
وقال الدقران: “المستشفيات غارقة في عدد متزايد من الضحايا، وكثير منهم من الأطفال”.
انتقادات داخل إسرائيل
وفي إسرائيل، قالت عيناف زانغاوكر، والدة الرهينة ماتان زانغاوكر، إن نتنياهو يرفض إنهاء الحرب مقابل الإفراج عن الرهائن بسبب مصالحه السياسية.
وأضافت في منشور عبر مواقع التواصل: “الحكومة الإسرائيلية تصر على صفقات جزئية فقط. إنهم يعذبوننا عن قصد. أعيدوا أطفالنا! جميعهم الـ58”.
الخيام تشتعل
قال مسعفون إن إحدى الغارات الإسرائيلية الليلية أصابت مخيماً يضم عائلات نازحة في خان يونس، جنوب غزة، ما أسفر عن مقتل نساء وأطفال، وإصابة العشرات، واندلاع النيران في الخيام.
وفي وقت لاحق من يوم الأحد، قالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفى الإندونيسي — أحد أكبر المرافق الطبية العاملة جزئياً في شمال القطاع — توقف عن العمل بسبب القصف الإسرائيلي.
وقالت القوات الإسرائيلية إن جنودها يستهدفون “مواقع بنية تحتية إرهابية” في شمال غزة، بما في ذلك مناطق قريبة من مستشفى الإندونيسي.
ويعاني النظام الصحي في غزة من انهيار شبه تام، وزاد الحصار من صعوبة العمل فيه. وتتهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.
وقال موظفو مستشفى الشفاء، الأكبر في غزة، إنهم استقبلوا 40 جثة وعشرات الجرحى خلال الليل، وناشدوا المواطنين التبرع بالدم.