كتبت: إسراء عبدالله
المصدر: وول ستريت جورنال
تسعى إسرائيل إلى الحفاظ على السيطرة على خمس نقاط استراتيجية على أرض مرتفعة في جنوب لبنان بعد انتهاء الموعد النهائي لانسحاب قواتها، مما يمثل اختبارا دبلوماسيا لإدارة ترامب في عملها على إدارة وقف إطلاق النار الهش في المنطقة.
تقول إسرائيل إنها بحاجة إلى هذه المواقع للدفاع عن مجتمعاتها بعد عام من الحرب مع حزب الله.
لكن لبنان رفض الفكرة، مما أدى إلى احتكاك حول الاتفاق الذي أنهى أشهراً من القتال الذي تضمن آلاف الغارات الجوية الإسرائيلية وغزو جنوب لبنان.
تأتي هذه الجهود الرامية إلى الاحتفاظ بالمواقع المرتفعة في أعقاب التحركات التي قامت بها إسرائيل في وقت سابق للسيطرة على ستة عشر موقعاً، بما في ذلك قمة جبل الشيخ في سوريا بعد انهيار نظام الأسد، وإنشاء منطقة عازلة أكبر داخل قطاع غزة بعد ستة عشر شهراً من الحرب مع حماس.
تنجح إسرائيل أيضا في الضغط على الحكومة اللبنانية لمنع الرحلات الجوية الإيرانية التي تقول إنها تنقل أموالا إلى حزب الله.
وتعكس هذه التحركات التغيير السريع في ميزان القوى بعد أن حققت إسرائيل، التي تكافح منذ أشهر لاحتواء هجمات الميليشيات حول حدودها، سلسلة من الانتصارات العسكرية ضد القوات المدعومة من إيران، مما أعطى قواتها حرية عمل أكبر بكثير.
وقد أرجأت إسرائيل بالفعل انسحابها من لبنان لمدة شهر تقريبا، مشيرة إلى الحاجة إلى تفكيك مواقع حزب الله في الجنوب.
وهي تسعى الآن إلى تأجيلها لمدة عشرة أيام أخرى، من 18 فبراير/شباط حتى 28.
إن أي تمديد للوجود العسكري الإسرائيلي في لبنان من شأنه أن يثير التوترات.
وتقع المواقع الخمسة التي تريد إسرائيل الاحتفاظ بها في لبنان على طول حدودهما المشتركة بما في ذلك مواقع بالقرب من بلدات الخيام والعديسة والناقورة وراميا، بحسب مسؤولين لبنانيين.
وتطل هذه المنظومة على المجتمعات الحدودية الإسرائيلية ويمكن أن تمنح الجيش القدرة على الرد بسرعة على أي تهديدات.
وقال مسؤولون لبنانيون آخرون مطلعون على المفاوضات إن مسؤولين إسرائيليين قدموا الطلب للحفاظ على تلك الأرض في مفاوضات جارية مع مسؤولين أميركيين في الأسابيع الأخيرة.
وقال ديفيد وود، المحلل البارز في شؤون لبنان في مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة لحل النزاعات، إن “القلق الرئيسي بالنسبة لإسرائيل هو هذه النقاط الاستراتيجية، أو على الأقل بالطريقة التي يرونها بها، هي النقاط الاستراتيجية التي يبدو أنهم يعتبرونها خطيرة للغاية بحيث لا يجوز تسليمها”.
وقال “قد يكون الأمر كذلك أيضاً لأنهم يريدون الاحتفاظ بورقة مساومة فيما يتعلق بتنفيذ وقف إطلاق النار، والفكرة هي أنهم لن ينهوا الاحتلال بشكل كامل حتى يتمكنوا من رؤية ما يعتبرونه امتثالاً أفضل من جانب لبنان”.
