سياسة

التداعيات الجيوسياسية للتقارب بين مصر وتركيا

اخبار نيوز بالعربي

كتبت: إسراء عبدالله

كان أحد التأثيرات الرئيسية للحرب في غزة هو تسريع التقارب بين القوتين الإقليميتين المتنافستين تركيا ومصر، بعد أكثر من عقد من العداء الذي أشعلته الانتفاضات العربية في عام 2011.

يشرح السفير المصري السابق في تركيا، عبد الرحمن صلاح الدين، سبب أهمية هذا التحسن في العلاقات:

“مع عدد سكان مصر البالغ 110 ملايين نسمة وتركيا البالغ 90 مليون نسمة، تمثل الدولتان ما يقرب من نصف سكان الشرق الأوسط.

كما أن قواتهما المسلحة هي الأقوى في المنطقة.

ومن الواضح أن فرص التعاون بين البلدين، سواء على المستوى الإقليمي أو الثنائي، تفوق بكثير مجالات المنافسة أو الصراع المحتمل”.

التقارب الأخير بين تركيا ومصر يأتي بعد سنوات من التوتر، الذي أشعلته الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في عام 2013، والذي جلب عبد الفتاح السيسي إلى السلطة.

أدت التوترات السياسية والدبلوماسية الثنائية حتى الآن إلى الحد من تعاون أنقرة والقاهرة في الأزمات الإقليمية في جميع أنحاء أفريقيا وشرق البحر الأبيض المتوسط حيث لكل منهما مصالح على المحك.

لكن الآن، مع اتخاذ مصر وتركيا خطوات لإصلاح علاقاتهما، أصبحت الأبواب مفتوحة للتعاون في استراتيجيات جديدة لمعالجة الأزمات الدائمة.

مع ذلك، فإن التنافسات الإقليمية، والولاءات المتضاربة، ودور الجهات الفاعلة الخارجية قد تعقد التعاون في مسائل حاسمة مثل موارد الطاقة والتوتر في القرن الأفريقي.

في القرن الأفريقي، على سبيل المثال، وجدت مصر وتركيا حتى الآن مواقفهما، ولكن ليس دوافعهما، متقاربة، مع تورط مصر العميق في الصومال والتنافس مع إثيوبيا مما قد يعقد التطلعات الإقليمية الأوسع نطاقا لتركيا.

في السودان، قد يكون التحسن في العلاقات بين مصر وتركيا أكثر إيجابية، وخاصة إذا كانت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين قادرة على تيسير محاولات القاهرة الحالية للوساطة في السودان، الذي يهدد صراعه الداخلي بالانتشار إلى ليبيا الهشة بالفعل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى