سياسة

قطر حليف لا يقدر بثمن للولايات المتحدة!!

أخبار نيوز بالعربي

كتبت: إسراء عبدالله

تبدو المفاوضات المتقطعة بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن قد عادت مرة أخرى، ومرة أخرى تلعب قطر دورًا رائدًا في عملية الوساطة.

على مدار أكثر من عام، سعى المفاوضون القطريون إلى تكرار النجاح الذي حققوه في نوفمبر 2023، عندما تمكنوا من تأمين إطلاق سراح 109 رهائن مقابل 240 أسيرًا فلسطينيًا خلال وقف إطلاق نار استمر أسبوعًا في حرب غزة.

الآن،
ومع قدوم إدارة ترامب الجديدة في الولايات المتحدة، يشعر القطريون بأن الزخم نحو اتفاق سلام قد يعود مجددًا.

صرح رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري في منتدى الدوحة الأخير أمام حشد كبير بأن الإدارة المقبلة قدمت “الكثير من الدعم لتحقيق صفقة، حتى قبل أن يتولى الرئيس دونالد ترامب منصبه”.

كنت محظوظًا بحضور المنتدى وشعرت بالتفاؤل من التقييم الإيجابي لرئيس الوزراء. الجميع يريدون إنهاء الصراع في غزة وإعادة الرهائن إلى عائلاتهم بأمان.

ومع ذلك،
كشخص عمل وعاش في الشرق الأوسط لأكثر من 12 عامًا في دول مثل السعودية والأردن والعراق ودبي، ذكرتني تصريحات رئيس الوزراء بقضية أوسع وأكثر أهمية يجب أن تضعها الولايات المتحدة في اعتبارها:

إذا أرادت أمريكا تعزيز مصالحها وجلب السلام إلى الشرق الأوسط المعقد والمضطرب، فهي بحاجة إلى أصدقاء يمكنها الاعتماد عليهم.

تأكدت هذه الفكرة بعد 24 ساعة فقط عندما وردت أنباء في المنتدى عن فرار بشار الأسد من سوريا، وهو حدث زلزالي في الجغرافيا السياسية للمنطقة.

كيف سيؤثر رحيل الأسد على مصالح أمريكا؟

ما تأثيره على أمن إسرائيل، الحليف التقليدي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟

ماذا يعني سقوط نظام الأسد بالنسبة لروسيا التي دعمت الأسد بقوة وحافظت على بقائه خلال أكثر من عقد من الحرب الأهلية؟

كيف سيؤثر ذلك على إيران التي دعمت الأسد أيضًا وفقدت فجأة قطعة رئيسية على رقعة الشطرنج في الشرق الأوسط؟

سارعت قطر بإرسال مبعوث إلى دمشق للقاء الفصيل المتمرد الذي أطاح بالديكتاتور.

مثل الولايات المتحدة، عارضت الدوحة منذ فترة طويلة حكم الأسد الاستبدادي، ولكن لدى القطريين اتصالات مع المجموعات العرقية والدينية والسياسية المختلفة في البلاد (التي تفتقر إليها الولايات المتحدة)، ويتشاركون اهتمامنا بسوريا مستقرة وآمنة بعد الأسد.

يمثل المثال السوري دور قطر كحليف أمريكي في الشرق الأوسط. فقد تبنت قطر منذ فترة طويلة سياسة خارجية “الباب المفتوح” التي تخدم مصالحها الخاصة وتلك الخاصة بالولايات المتحدة.

أمثلة لدور قطر:

بدعم أولي من الولايات المتحدة وإسرائيل، وافقت قطر على استضافة مكتب سياسي لحماس، مما سمح للدوحة بالتفاوض بنجاح على إطلاق سراح الرهائن العام الماضي.

قبل أربع سنوات، توسطت قطر بين الولايات المتحدة وطالبان، مما أسفر عن اتفاق الدوحة الذي أنهى الحرب في أفغانستان.

بعد عام،
ساعدت قطر الولايات المتحدة في إجلاء 74,000 مدني من أفغانستان بعد الانسحاب العسكري الأمريكي، واستمرت كوسيط بين الولايات المتحدة وحكومة طالبان الجديدة.

مؤخرًا، توسطت قطر بين الولايات المتحدة وإيران لإطلاق سراح خمسة مواطنين أمريكيين.

الدور العسكري:

تستضيف قطر أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط في “العديد”، التي تعمل كقاعدة أمامية للقيادة المركزية الأمريكية منذ عام 2003.

بُنيت القاعدة بالكامل بتمويل قطري، حيث استثمرت الدوحة أكثر من 8 مليارات دولار على مدى العقدين الماضيين.

وتعتبر القاعدة محورًا أساسيًا للأمن الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

في عام 2022، واعترافًا بعقود من التعاون الوثيق، صنفت الولايات المتحدة قطر كحليف رئيسي من خارج الناتو.

المستقبل:

لن يكون هناك شك في أن قطر ستكون حليفًا لا غنى عنه للرئيس المنتخب دونالد ترامب مع سعيه لتحقيق أجندة سلام طموحة في أول مائة يوم من إدارته الجديدة.

ومع سعيه للتوصل إلى تسوية للحرب في أوكرانيا، قد يلجأ الرئيس ترامب إلى قطر للتواصل مع حماس وإيران وطالبان وغيرهم من الخصوم للمساعدة في حل النزاعات في الشرق الأوسط.

إذا كان التاريخ دليلًا، فإن قطر ستثبت أنها شريك موثوق وجدير بالثقة ليس فقط للرئيس المنتخب ترامب والولايات المتحدة، ولكن أيضًا للآخرين حول العالم الذين يسعون إلى تحقيق عالم أكثر سلمًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى