سياسة

التوترات بين إسرائيل وتركيا تتزايد!!

اخبار نيوز بالعربي

كتبت: إسراء عبدالله

رفضت إسرائيل اتهامات تركيا يوم الثلاثاء، بعد إدانة أنقرة للإجراءات العسكرية الإسرائيلية في سوريا، في وقت تصعّد فيه تركيا عملياتها داخل البلاد التي مزقتها الحرب.

وقد أدت هذه التوترات المتصاعدة إلى تعميق الخلاف بين البلدين وأثارت مخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي ومصير القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة التي تقاتل تنظيم داعش.

وانتقدت وزارة الخارجية التركية الاثنين إسرائيل لتوسيعها المستوطنات في مرتفعات الجولان، واصفة ذلك بأنه جزء من “توسع حدود الاحتلال” الإسرائيلي، ودعت إسرائيل إلى الالتزام باتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، التي أرست وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن:

الاتفاقية أصبحت لاغية، بحجة أنها لم تعد تنطبق بعد أن تخلت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد عن مواقعها على الجانب السوري خلال الحرب الأهلية.

وصرح نتنياهو بأن مرتفعات الجولان تعد منطقة عازلة حيوية وأساسًا في استراتيجية إسرائيل الدفاعية ضد إيران وحزب الله اللذين ينشطان في سوريا.

وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية الثلاثاء بيانًا عبر منصة X جاء فيه: “لقد توغلت تركيا بشكل منهجي في الأراضي السورية حوالي 15% من الأراضي السورية تحت سيطرة مدعومة من تركيا.

وفي هذه المناطق، يتم استخدام العملة التركية، وتعمل فروع البنوك والخدمات البريدية التركية”.

واضاف البيان:

“كما يقصف الجيش التركي البنية التحتية في المنطقة الشمالية الشرقية المستقلة في سوريا باستخدام الطائرات والمسيّرات. تركيا تدعم قوات جهادية تعمل ضد الأكراد في سوريا.

آخر بلد يمكنه الحديث عن الاحتلال في سوريا هو تركيا… لا يوجد أي مبرر للعدوان والعنف التركي ضد الأكراد في سوريا!”

يعكس هذا التبادل الحاد مستوى جديدًا من التدهور في العلاقات الثنائية، وفقًا لجاليا ليندنشتراوس، زميلة أبحاث بارزة في معهد دراسات الأمن القومي.

وتقول شتراوس: “العلاقات بين إسرائيل وتركيا الآن في أدنى مستوياتها منذ عقود”، مضيفة “فرضت تركيا في مايو حظرًا تجاريًا كاملاً على إسرائيل، وقطعت جميع الروابط المباشرة.

هذا غير مسبوق بالنسبة لدول تحافظ على علاقات دبلوماسية”.

ساهمت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في زيادة التوتر وأثار دعمه لحركة حماس، التي نفذت هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، واتهاماته بـ”الإبادة الجماعية” في غزة غضب إسرائيل.

وقال أردوغان في يوليو:

“يجب أن نكون أقوياء جدًا حتى لا تتمكن إسرائيل من القيام بهذه الأمور السخيفة ضد فلسطين.

كما دخلنا كاراباخ وليبيا، قد نفعل الشيء نفسه معهم”.

كما دعا أردوغان الدول الإسلامية إلى الاتحاد ضد إسرائيل، واصفًا إياها بأنها “التهديد الأكثر وضوحًا للسلام الإقليمي والعالمي”.

وتؤكد ليندنشتراوس أن دعم تركيا لحماس يمثل مصدرًا رئيسيًا للتوتر وتقول:

“تركيا تدعم حماس وتريد بقاء الحركة في السلطة في غزة بعد الحرب”.

ولا تزال إسرائيل تشعر بقلق متزايد من بناء تركيا العسكري في شمال سوريا.
وتقول ليندنشتراوس إن طموحات أنقرة تتزايد .

وتضيف:

“تسيطر تركيا على المناطق الشمالية وتدعم المتمردين ضد الأسد السؤال الآن هو ما إذا كان نفوذ تركيا سيمتد إلى الجنوب أكثر، مما يضع أنقرة كراعٍ للنظام الناشئ”.

وأشارت ليندنشتراوس إلى اعتماد تركيا على قطر للدعم المالي، مشيرة إلى الاجتماع الأخير بين أردوغان وأمير قطر.

وقالت:

“لا يمكن لتركيا أن تحافظ على نفوذها في سوريا بمفردها.. إنها تحتاج إلى تعاون دول الخليج، لا سيما من قطر والسعودية والإمارات، لتمويل إعادة إعمار سوريا.”

وتركز تركيا حاليًا على تفكيك السيطرة الكردية في شمال سوريا، وخاصة حول كوباني، المدينة الرمزية للأكراد، وتسترجع استراتيجيتها الحالية غزوها عام 2019، الذي أدى إلى تهجير مئات الآلاف من المدنيين.

وقالت ليندنشتراوس:

“يسيطر الأكراد على سجون تضم آلاف المقاتلين من تنظيم داعش.. هذه السجون ضرورية للولايات المتحدة وإسرائيل والغرب.

إضعاف السيطرة الكردية يهدد بزعزعة الاستقرار الإقليمي وعودة داعش”.

ويحذر المحللون من أن الاشتباكات مع إسرائيل قد تصبح حتمية مع تعميق تركيا وجودها في سوريا.

ويقول الدكتور حي إيتان كوهين ياناروچاك من مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب إن هناك أوجه شبه بين تدخلات تركيا في ليبيا وأذربيجان.

وأضاف:

“إذا اقتربت القوات التركية من العمليات أو الحلفاء الإسرائيليين، فإن خطر المواجهات غير المقصودة سيرتفع بشكل كبير”.

ويرى الخبراء أن كلا البلدين يشتركان في مصلحة تجنب الصراع المباشر على الرغم من التصعيد اللفظي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى