
كتبت: إسراء عبدالله
بين ترامب وهاريس ، كانت طبعا سترسم السياسة الامريكية في كليهما، مهما كانت النتيجة بوجه المصالح العليا و البراغماتية ،
يعد فوز ترامب سببا سيزيد من تراجع الدبلوماسية الأمريكية و السياسة الخارجية في بعدها التقليدي ،
نظرا لكاريزما الرجل المثيرة للجدل ، كما ستتعمق الهوة الداخلية بسبب ملفات الهجرة ،
قانون الاجهاض المتخالف عليه في عديد الولايات ، مستويات حرية الدين ،
ناهيك عن إرث عبء الدين الداخلي على الخزينة الامريكية الذي سجل ارقاما رهيبة ،
الحاجة إلى اصلاحات حتمية في القضاء على وجه الخصوص قانون الحصانة الامريكية الذي يطالب به ترامب مما قد يفسر رغبته في الإفلاة من المحاسبة القانونية ،
الاعلام كذلك له حظه من الاصلاح ، و تداخل مصالح الاوليجارشية في المشهد السياسي و الإقتصادي .
خارجيا و أيضا سيساهم الفوز في تزايد التنافر الأوروبي خصوصا مع فرنسا هذه المرة ، و خلق النيتو كذلك الذي هدد ترامب اثناء ولايته الاولى بالانسحاب منه بسبب تضارب مصالح الولايات المتحدة الامريكية مع مصالح المجموعة الاوروبية فيما يتعلق بمناطق النفوذ ،
و خلاف حول اتفاقيات هامة منها اتفاقية الإطار الخاصة بخفض الانبعاثات الغازية و تولث البيئة ، و رفع الرسوم الجمركية على السبع الاوروبية من 20 % الى 28 % ،
و علاقات الاتحاد مع موسكو بسبب الحرب في اوكرانيا و التي يعتبرها ترامب دولة صديقة بتفعيل مقاربة براغماتية بحتة، و سيكون انتصارا لبوتين في حربه على اوكرانيا المدعومة من الاوروبيين .
الصين هي الاخرى ستكون مستهدفة مجددا من طرف ترامب بسبب اعادة احياء نفوذ الولايات المتحدة في ملف تايوان ، و مسألة تعاظم التمدد الصيني في العالم ،
ما دفع ترامب الى التلويح برفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية الى 200% بعدما رفعها سابقا الى 100% و قد استهدف على وجه الخصوص السيارات الصينية بمحرك كهربائي التي زاد عليها الطلب .
الى جانب معاقبة المكسيك عبر سياسة رسوم مجددة بسبب ملف الهجرة الغير شرعية و تخاذل السلطات عن كبح جماح موجات المهاجرين و تهريب المخدرات من امريكا الجنوبية إلى أمريكا عبر الحدود المكسيكية تشديد اجراءات التأشيرة و اقامة المهاجرين المكسيك ، و الجريمة المنظمة التي يقودها مكسيكيون في شوارع امريكا .
ملف الشرق الأوسط و ان كان هناك تفاؤلا كبيرا لوقف الحرب هناك و تلطيف الأجواء بين إيران و الصهاينة و نعتقد أنه قد حانت الفرصة لان يغادر نتنياهو الحكومة و تنظيم إنتخابات في الكيان كانت الحرب احد اهم الاسباب لتأجيلها ،
مع استمرار دعم كبير لدولة الكيان و اعادة هيكلة المشهد السياسي و العسكري فيها بمراجعة اهم نقاط الضعف التي كشفتها الحرب الاخيرة ،
و هو من الناحية النفسية انتصار محقق للمقاومة في غزة و جنوب لبنان على حد سواء ، و تنفس الصعداء بالنسبة لطهران .
سياسات ترامب تهدف إلى تقوية الاقتصاد الداخلي ولا تأبه للعلاقات الخارجية أو مواثيق الأمم المتحدة تحت شعارات من إجل اعادة عظمة امريكا مجددا و America first لانه بطبعه رجل ذو نزعة اقتصادية و تجارية .
دول الخليج هي الاخرى فنتوقع استمرار الابتزاز المالي لترامب الرعاية و حماية الدول الخارجية من التهديد الايراني عبر اذرعها خاصة مليشيا الحوثي و تفعيل اتفاقيات التطبيع لضمان امن دولة الاحتلال و الضغط من أجل خفض اسعار النفط و الغاز .
اما عن العلاقات الجزائرية الامريكية فمسارها التاريخي قد تميز بجودتها مع الجمهوريين على عكس الديمقراطييين نتوقع تعاون أكثر اقتصادي اكبر و عسكري و توافق في اهم القضايا
منها الساحة الأفريقي و قضية الصحراء الغربية ، و تراجع في مستويات تعنت الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن
ضد مشاريع مقترحات الجزائر و التوافق في عمل دبلوماسي مشترك بعودة مخضرمي السياسة الخارجية الجزائرية الى دفة وزارة الخارجية الجزائرية .