سياسة

أسباب رغبة تركيا للإنضمام لبريكس.

اخبار نيوز بالعربى-سياسة

كتب كريم محمد علي.

في خطوة هي الأولي لدولة تابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو، ما تزال تركيا تعلن رغبتها في الإنضمام لمجموعة بريكس.

يري الخبراء بأن هذه الخطوة هي محاولة سببها دوافع اقتصادية، ورغبة من أنقرة بتحقيق الإستقلال الإستراتيجي.

ويشارك الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بقمة دول بريكس المنعقدة في مدينة قازان بدعوة من الرئيس الروسي بوتين مع أعضاء المجموعة وهم الصين والهند وروسيا وجنوب إفريقيا والبرازيل.

وخلال شهر سبتمبر الماضي أعلنت تركيا رغبتها بشكل صريح في الإنضمام ل بريكس، فيما شمل توسع المجموعة مؤخراً لتضم مصر والإمارات وإيران وأثيوبيا.

ومع هذه التصريحات الواضحة لأنقرة بالإنتقال لحلف بريكس، يري باحثون بأن تركيا لن تدير ظهرها للكتلة الغربية ولا لأوكرانيا في الحرب مع روسيا.

ويأتي ذلك مع تزامن زيارة وزير الخارجية الأوكراني لأنقرة الإثنين الماضي، وكذلك لن تتحول للكتلة الشرقية علي حساب الناتو والغرب.

وعلق الباحث سنان أولغن المشارك في مركز كارنيغي في أوروبا علي موقف تركيا من الإنتقال لكتلة روسيا والصين.

حيث اعتبر في تصريحه لمجلة “فرانس برس” بأن تركيا تواصل ترسيخ علاقتها مع الدول الكبري الغير تابعين للناتو وذلك في إطار نهج “الإستقلال الإستراتيجي” الذي تتبعه أنقرة.

كما رأي سنان أولغن بأن تصريحات تركيا تخدم أيضاً مصالحها الاقتصادية، حيث تسعي أنقرة لتحسين سبل التعاون الإقتصادي مع دول الأعضاء في بريكس بشكل ثنائي.

ويعتبر تجمع بريكس هو عالم متعدد الأقطاب، حيث يضم التجمع أكثر من نصف سكان العالم ومعه ما يزيد عن ثلث الناتج المحلي في العالم.

ويري الباحثون بأن منظمة بريكس تمثل منظمة اقتصادية بدون قيود ولا تفرض شروطاً لتحقيق التكامل بين أعضائها كما هو الحال في الإتحاد الأوروبي.

وأوضح أردوغان بعد عودته من الأمم المتحدة في نيويورك بأن تركيا لا يمكنها التخلي أو الإنفصال عن العالم الإسلامي أو اللغة التركية لمجرد أن بلادهم ضمن حلف الناتو.

وأشار إلي أن المنظمات الإقتصادية الجديدة مثل بريكس وآسيان (رابطة تضم دول جنوب شرق آسيا) توفر فرصاً لخلق تطور إقتصادي بالنسبة لتركيا.

ويري سنان أولغن بحسب ما نشر في “فرانس برس”، بأن

أنقرة لم تكن لتعلن رغبتها في الإنضمام لحلف روسيا والصين، لو تمكنت من مواصلة المفاوضات والانضمام للإتحاد الأوروبي.

وعلق أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس التركية “سولي اوزيل” علي رغبة تركيا في الإنضمام لمجموعة بريكس

مشدداً بأن أنقرة تري بأن مركز الثقل في القوي يتغير حالياً في العالم.

وقال سولي في تصريح ل “فرانس برس”: كجميع دول العالم، تري تركيا بأن هيمنة دول الغرب وأمريكا علي مركز القوي في العالم لن يستمر.

وبالتالى ترغب في أن يكون لها دور أكثر تأثيرا في عالم متعدد الأقطاب بين الغرب وأمريكا من جهة وروسيا والصين من الجهة الأخري.

وأضاف: تركيا تحاول حالياً الإستفادة من تراجع نفوذ الغرب وأمريكا في ظل عدم القدرة علي حسم الحرب الروسية الأوكرانية.

مضيفاً الي :

رغبة تركيا في خلق فرص للمناورة لتحقيق أهدافها في علاقتها بأمريكا والغرب وتحقيق مصالحها العسكرية والإستراتيجية في أن تصبح دولة ذات تأثير عالمي أكبر.

لكنه شدد علي أن تركيا جزءًا من الغرب في المفهوم الأمني،

ومن المؤكد بأن اقتصاد أنقرة سيظل جزءًا من الإقتصاد الغربي من حيث حجم التبادل التجاري والاستثماري.

ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وتحاول تركيا المحافظة علي العلاقات بين الجانبين.

في الوقت الذي أصبحت فيه أنقرة من أكبر المستوردين للغاز الروسي بعد العقوبات الأوروبية،

إلا أنها تمد أوكرانيا بمسيرات وفرقاطات.

وعن إمكانية مغادرة أوكرانيا لحلف الناتو، أكد سولي أوزيل بأن أنقرة لن تفكر أبداً في تغيير اتجاهها من الجانب الأمريكي والغرب.

لكنه أشار في نفس الوقت تحاول التقارب مع مجتمع بريكس ما يعكس أهدافها في خلق تطورات اقتصادية أكثر

وكذلك رغبتها في أن تصبح دولة ذات تأثير عالمي أكبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى