
كتبت : إسراء عبدالله
-الحرس الثوري الإيراني يعد العمود الفقري للنظام في إيران؛ فقد تأسس في سنة 1979 لتوطيد النظام الديني الجديد في إيران،
واكتسب سلطة في كل جوانب المجالات الاقتصادية والأمنية والثقافية والاجتماعية والسياسية في البلاد.
-بعد أن كان مجرد ميليشيا بسيطة نسبيًا، أصبح يسيطر الآن على أكثر من 50 بالمئة من الاقتصاد الإيراني،
ووطد نفسه في بيروقراطية الدولة الإيرانية وهيمن على الوزارات الرئيسية، بما في ذلك وزارتا الداخلية والخارجية.
-يمتد أعضاء الحرس الثوري الإيراني إلى أربعة أجيال:
كان الجيل الأول يتكون في المقام الأول من الثوريين الإيرانيين الذين ينحدرون من عائلات محافظة ومتدينة فقيرة،
وعندما تولى خامنئي السلطة كمرشد أعلى في سنة 1989،
تقاعد معظم هذا الجيل أو تم استبعاده، فقد كان العديد من أعضائه مؤيدين لحسين علي منتظري لخلافة الخميني كمرشد أعلى لإيران،
ولم يكونوا سعداء بصعود خامنئي، لكن الموالين للمرشد الأعلى الجديد تمسكوا به، وقد كافأهم بنفوذ اقتصادي كبير على إيران.
انضم الجيل الثاني إلى الحرس الثوري الإيراني في العقد الذي أعقب الحرب العراقية الإيرانية،
عندما توسع الحرس الثوري في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار المربحة بعد الحرب،
وعلى عكس أفراد الجيل الأول الذين انضموا للحرس الثوري لأسباب أيديولوجية في المقام الأول،
انضم أفراد هذه المجموعة سعيًا للثراء، وكان الكثير منهم غير مهتمين نسبيًا بالمبادئ الإسلامية الصارمة،
ووفقًا لمذكرات الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني، أحد المقربين من الخميني،
فإن حوالي 15 بالمئة فقط من الجيل الثاني صوتوا للمرشح الذي أيده خامنئي في الانتخابات الرئاسية سنة 1997.
هذا الافتقار في الولاء أثار قلق المرشد الأعلى، فبدأ العمل على جعل الحرس الثوري الإيراني مجموعة أيديولوجية أكثر وضوحًا؛
حيث زاد من الوقت الذي يقضيه الحرس الثوري الإيراني في ما يسميه
“التدريب الأيديولوجي والسياسي” الذي يروج لعقائد خامنئي الشيعية المتشددة، وقد نجحت هذه الجهود،
وأثبت أعضاء الحرس الثوري الإيراني الذين انضموا خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين
– الجيل الثالث من الحرس الثوري – أنهم مخلصون جدًا لمبادئ إيران وحكمها،
إذ لم يتورعوا مثلًا عن قمع الاحتجاجات الجماهيرية ضد النظام في سنة 2009.
أبدى خامنئي رضاه عن هذا الولاء، وضاعف جهوده لزيادة النقاء الأيديولوجي داخل الحرس الثوري؛
حيث خصص وقتًا إضافيًا للتلقين السياسي، وأعاد صياغة كيفية قبول الأعضاء الجدد.
كان الانضمام إلى الحرس الثوري سهلًا نسبيًا بالنسبة للإيرانيين ذوي الخلفية الدينية،
ولكن بدءًا من سنة 2010،
استبدلت المنظمة عملية تقديم الطلبات المفتوحة بأخرى كانت تتم عن طريق الدعوة فقط،
وتم حصريًا تجنيد أولئك الذين تم فحصهم والموافقة عليهم مسبقًا،
وكانت المعايير الأكثر أهمية لتلقي الدعوة هي التدين والولاء للمرشد الأعلى.
النتيجة هي أن الجيل الرابع من الحرس الثوري الإيراني أكثر تشددًا من الجيل الثالث.