
كتبت/كوثر عبدالعاطي محمود
ضرب زلزال بقوة 5.0 درجة على مقياس ريختر منطقة على بعد نحو 570 كيلومترا شرق سد النهضة الإثيوبي ونحو 140 كيلومترا من العاصمة أديس أبابا.
وسط تحذيرات الخبراء المتكررة من مخاطر انهيار سد النهضة الإثيوبي، وقع صباح اليوم الجمعة زلزال في إثيوبيا بقوة 5 ريختر.
في هذا الإطار، قال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي،
إن الزلزال وقع الساعة 7:36 صباحاً بتوقيت القاهرة وكان متوسطاً بقوة 5 ريختر على عمق 10 كم، ويبعد 570 كم شرق سد النهضة، 140 كم من أديس أبابا.
كما أضاف أن مركز الزلزال يقع في منطقة الأخدود الإثيوبي، وهو امتداد الأخدود الإفريقي العظيم.
سد النهضة الإثيوبي:
من جانبه، قال الدكتور محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود، إن هناك سلسلة من الانهيارات الخطيرة التي حدثت في منطقتي الواجهة والخلفية لسد السرج، المكمل لسد النهضة الإثيوبي، مشيرا إلى أن خطورة تكرار هذه الانهيارات، محذرًا من اتساع الفواصل الإنشائية في جسم السد نتيجة انهيار الكهوف الجيرية الموجودة تحته.
وأوضح حافظ في تصريحاته أن هذه الانهيارات بدأت في مارس 2018، عندما انهار جزء من السد في المنطقة الخلفية، تلاه انهيار آخر في مايو 2018 في مقدمة السد، واستمرت هذه الانهيارات حتى نوفمبر 2019، عندما حدث انهيار آخر، ثم تكرر في نوفمبر 2020، وعلى الرغم من عمليات الإصلاح التي أجريت، إلا أن الفواصل الإنشائية استمرت في الاتساع نتيجة الهبوط غير المنتظم.
وأكد أنه مع وصول منسوب المياه خلف السد إلى 639 مترًا خلال عملية الملء الخامس في سبتمبر 2024، توقع حافظ حدوث تسريبات كبيرة عبر منطقة الكهوف الجيرية، مما قد يتسبب في كارثة كبيرة، محذرا من أن هذه التسريبات والانهيارات المتكررة تشكل تهديدًا لسلامة السد وقد تؤثر بشكل مباشر على إثيوبيا والسودان.
*مخاطر انهيار السد:
كذلك أشار شراقي إلى أن الزلزال الذي شهدته إثيوبيا يوم 8 مايو 2023 بقوة 4.4 ريختر وكان على بعد أقل من 100 كم من سد النهضة والأقرب على الإطلاق من هذه المنطقة، هو من جملة مئات الزلازل خلال المئة عام الأخيرة في إثيوبيا.
فيما جدد تحذيراته بشأن مخاطر انهيار السد الإثيوبي، موضحاً أن سد النهضة يحتوي حالياً على 60 مليار متر مكعب المياه، أي ما يعادل 60 مليار طن، وهو ما يشكل وزناً كبيراً على القشرة الأرضية الهشة جيولوجياً في إثيوبيا نتيجة وجود الأخدود الإفريقي والفوالق والتشققات.
*قنبلة مائية قابلة للانفجار:
وقال عباس شراقي أنه بالرغم من بعد الزلزال الذي شهدته إثيوبيا الجمعة عن سد النهضة جغرافياً وقوته المتوسطة، فإن تكرار مثل هذه الزلازل سوف يؤثر على سد النهضة، خاصة بعد عمليات الملء المتكررة.
كما أكد مجدداً أن السد أصبح قنبلة مائية قابلة للانفجار، ليس بالضرورة أن تنفجر الآن، وقد تمتد لسنوات لكن الخطر دائما طوال الوقت.
كذلك بيّن أن منطقة الأخدود الإفريقي الذي يقسم إثيوبيا إلى نصفين، هي أكثر المناطق الإفريقية تعرضاً للزلازل والبراكين، وهو ما يزيد من خطر انهيار سد النهضة على المدى القريب أو البعيد.
*تحذيرات سابقة:
يذكر أن شراقي، كان قد حذر سابقاً في تصريحاته من تخزين حوالي 60 مليار م3 بسد النهضة، مشدداً على أن السد الإثيوبي أصبح بمثابة “قنبلة مائية” تفوق في تأثيرها القنبلة النووية في حال انهياره، نظراً للعوامل الجيولوجية الخطرة وطبيعة الأمطار والفيضانات الشديدة.
كما لفت إلى أن انهيار السد قد يؤدي إلى فناء أكثر من 20 مليون مواطن سوداني على النيل الأزرق والرئيسي، وقد يصل الضرر إلى مصر .
وسبق أن شهدت إثيوبيا زلزالًا بقوة 4.4 درجة على مقياس ريختر في 8 مايو 2023، على بعد أقل من 100 كيلومتر من سد النهضة، ما يجعله أقرب زلزال إلى السد منذ أكثر من قرن.
وبحسب أحدث البيانات، يحتوي سد النهضة حاليا على 60 مليار متر مكعب من المياه- ما يعادل 60 مليار طن- ما يضع ثقلًا كبيرًا على القشرة الجيولوجية الهشة لإثيوبيا بسبب وجود وادي الصدع العظيم وصدوعه وشقوقه.
ورغم أن الزلزال الأخير بعيد نسبيا عن سد النهضة وقوته معتدلة، فإن تكرار مثل هذه الزلازل قد يؤثر على السد، خاصة بعد ملئه بالكامل.
وأضاف أنه بالرغم من بعد الزلزال الذي شهدته إثيوبيا اليوم الجمعة عن سد النهضة جغرافياً وقوته المتوسطة، فإن تكرار مثل هذه الزلازل سيؤثر على سد النهضة، خاصة بعد عمليات الملء المتكررة من مخاطر انهيار سد النهضة الإثيوبي .
*وأضاف أستاذ الجيولوجيا أن فيضان النيل الأبيض*
سيستمر خلال الأسابيع القادمة مع استمرار فتح بوابات المفيض العلوية في سد النهضة. وتوقع أن يستمر هذا التدفق حتى نهاية أكتوبر المقبل، وقد يمتد إلى نوفمبر في حالة استمرار توقف التوربينات الإثيوبية.
ولفت إلى أن منطقة الأخدود الإفريقي الذي يقسم إثيوبيا إلى نصفين، تعد أكثر المناطق الإفريقية تعرضاً للزلازل والبراكين، ما يزيد من خطر انهيار سد النهضة على المدى القريب أو البعيد.
مستوى التخزين في سد النهضة
هذه التطورات تأتي في سياق الجدل المستمر حول تأثير سد النهضة على موارد المياه في السودان ومصر، حيث يتابع الخبراء والمواطنون على حد سواء هذه التحولات التي تلقي بظلالها على الوضع المائي في المنطقة.
من جانبه، أكدت الدولة المصرية أنه لا مجال للتنازل أو التفريط عن قطرة مياه واحدة من حصة مصر من مياه النيل، مشيرة إلى أهمية التوصل مع إثيوبيا إلى اتفاق قانوني مُلزِم لتشغيل وإدارة سد النهضة على نهر النيل وعدم التنازل عن قطرة مياه واحدة من حصة مصر المائية.
*وقال السفير الدكتور بدر عبد العاطي*، وزير الخارجية والهجرة، إن مصر دولة قادرة على الدفاع عن مصالحها وأمنها المائي في قضية سد النهضة الإثيوبي.
ووصف المياه بأنها قضية وجودية وقضية حياة أو موت بالنسبة لمصرمنوها أن مصر الدولة الوحيدة التي تعتمد بشكل كامل على مصدر وحيد للمياه وهو نهر النيل الخالد.
ولفت إلى أن جميع مسارات التفاوض مع إثيوبيا توقفت منذ 2023 نتيجة المراوغة والتفاوض بسوء نية، مشيرا إلى إلى أن هذه المفاوضات التي استغرقت 13 عامًا دون الوصول إلى شيء وكان هناك استغلال للمفاوضات لفرض الأمر الواقع عن طريق بناء السد.
ودعا إلى اتفاق قانوني ملزم حول تشغيل سد النهضة الإثيوبي مشددا على أن الاتفاق يجب أن يتضمن مبادئ قانونية لا يمكن التنازل عنها وأهمها مبدأ عدم إلحاق أي ضرر بمصالح دول المصب فضلًا عن أهمية الإخطار المسبق لأي مشروعات تتم على نهر النيل.