
بقلم/ عبدالرحمن فتحي عبدالنعيم
في كل عام يشعر طلاب الثانوية العامة أو الثانوية الأزهرية بالضغوط الهائلة لاختيار الكلية المناسبة، حيث يتردد صدى عبارة “كليات القمة” في الأذهان، كأنها الطريق الوحيد نحو النجاح والتميز، ولكن في عالم يتنوع فيه النجاح بتنوع المجالات والاهتمامات، هل حقًا تستحق كليات القمة هذه المكانة المطلقة؟
هذا المقال يطرح رؤية مختلفة، تؤكد أن الأهم هو اختيار المجال الذي تحبه وتبدع فيه، بعيدًا عن التصنيفات الاجتماعية التي قد تضلل الطريق نحو النجاح الحقيقي والرضا الشخصي.
اختيار الكلية بين التوجهات الاجتماعية والاهتمامات الشخصيةكثيرًا ما يشعر طلاب الثانوية العامة أو الثانوية الأزهرية بضغوط كبيرة عند اختيار الكلية التي سيلتحقون بها، خاصةً عندما يتم توجيههم نحو كليات معينة تُصنَّف على أنها “كليات القمة” مثل الطب، والصيدلة، والهندسة، حيث يُعتبر هذا التصنيف في أذهان الكثيرين معيارًا للنجاح والتميز، ولكن هل حقًا يشترط دخول كليات القمة لتحقيق النجاح الشخصي والمهني؟
الكليات القمة ليست لكل الناسما لا يدركه البعض هو أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالمسمى الأكاديمي أو بمدى “القمة” التي يُنظر إليها من الخارج، حيث أن هناك العديد من الأشخاص الذين تخرجوا من كليات تُصنَّف على أنها “قمة” ولكنهم غير سعداء في مجالهم لأنهم لم يختاروا هذا المسار بناءً على شغفهم واهتماماتهم الشخصية، بل تحت تأثير ضغوط اجتماعية أو رغبات الأهل.
أهمية الشغف والاهتمام الشخصي يعتبر المفتاح الحقيقي للنجاح هو اختيار مجال دراسي يُلهمك ويحفزك على الإبداع والتطور، لأنه قد تكون هواياتك وأحلامك مرتبطة بمجالات تبدو بسيطة للبعض، مثل الفنون الجميلة أو أي تخصص آخر لا يُصنَّف على أنه من كليات القمة، ولكن هذه المجالات قد تكون المكان الذي تبرز فيه وتحقق فيه نجاحك الشخصي والمهني.
نصيحة لطلاب الثانوية عندما تقف أمام اختيار الكلية، اجعل الأولوية لشغفك وميولك الشخصية، واختر المجال الذي تشعر بأنك ستبدع فيه، ولا تجعل آراء الآخرين أو التصنيفات الاجتماعية تؤثر على قرارك، وتذكر أن الحياة المهنية هي رحلتك الخاصة، وأنت من سيعيشها ويواجه تحدياتها، وليس من انتقد أو حاول توجيهك.والخلاصة لا تتردد في اتباع شغفك والالتحاق بالتخصص الذي تحبه، لأن النجاح ليس مرتبطًا باللقب الأكاديمي، بل بمدى سعادتك وإبداعك في المجال الذي اخترته، لذا اختر بحكمة وتأكد أنك تسير على الطريق الذي يناسبك ويحقق لك الرضا الشخصي والمهني.