
كتب: محمد إبراهيم أحمد
شهدت كلية الإعلام بجامعة الأزهر أمس انطلاق فعاليات مؤتمرها الدولي السادس، الذي انعقد تحت شعار “الإعلام الدعوي وبناء الإنسان”، تزامناً مع تأسيس الدراسات الإعلامية بالجامعة.
أكدت القيادات الأزهرية والفتوى المجتمعة في المؤتمر أن “الإعلام في جوهره رسالة”، وأن الكلية تمثل “خط الدفاع الأول عن الأمن الفكري والهوية”، داعين إلى ضرورة تحصين الفرد في العصر الرقمي المتسارع.
محور الكلمات: بناء العقول وأمانة الكلمة
استهل الحفل بترحيب من الدكتور رضا عبد الواجد أمين، عميد الكلية ورئيس المؤتمر، الذي شدد على أن الإعلام الدعوي هو “مشروع لصناعة الإنسان”، موضحاً أن “بناء العقول أهم من بناء الأحجار”، وأن الكلمة يجب أن تكون “عبارةً للعقول لا استعراضاً للمعارف”.
وفي نفس السياق، ذكر الأستاذ الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، أن الفلسفة الأساسية لإنشاء كليات الإعلام هي تحقيق رسالة “حي على الفضيلة” ونشرها ومحو الرذيلة، محذراً من التحديات المتمثلة في “المواريث الثقافية المرشوشة” التي تشوه الوعي.
وقال وكيل الأزهر الشريف الأستاذ الدكتور محمد عبدالرحمن الضويني: ان الأمن الفكري لا يتحقق بالحجب، وهو الرأي الأشد وضوحاً تجاه التحديات الحالية، حيث أكد أن بناء الإنسان يتطلب تحصين فكره وتصفيته من التضليل، لأن الفرد اليوم أصبح “كريشة في مهب ريح التيارات والجماعات”.
وشدد الضويني عدة مرات على نقطة محورية هي: آن “الأمن الفكري لا يتحقق بالمنع والحجب، بل ببناء فكر واعٍ يدرك أبعاد رسالة الأزهر الوسطية”.

ووجه رسالة للشباب بالالتفاف حول المؤسسات الرسمية
وجهت القيادات، للتركيز على أولويات الدعوة الإسلامية والابتعاد عن التعصب الفقهي المقيت الذي يحول الاختلاف إلى عداء ماحق.
وأكد رئيس الجامعة أن دعم المؤسسات الدعوية الرسمية وتعزيز حضورها الرقمي أصبح “ضرورة وجودية لحماية الوعي الديني”، ودعا الإعلاميين إلى التسلح بـ “أمانة القول وصدق الحديث”، باعتبارهم ناقلين لـ “وسطية الأزهر الشريف” (بحسب تأكيد الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة).
وفي ختام الفعاليات، تم تكريم الرواد الأوائل المؤسسين للمسيرة الإعلامية بالكلية، ونوقشت التوصيات والاقتراحات النهائية للمؤتمر.






