كتبت: سهام إبراهيم
شنت ميليشيات الدعم السريع، اليوم السبت، هجومًا بطائرة مسيّرة استهدف مركز إيواء في مدينة الفاشر، مما أسفر عن مقتل 30 مدنيًا سودانيًا أعزل، بحسب ما أفادت به مصادر طبية لوكالة فرانس برس.
وأكدت مصادر محلية في السودان أن القصف المكثف الذي تواصل تنفيذه من قبل ميليشيات الدعم السريع على مدينة الفاشر تسبب في سقوط مئات القتلى والجرحى داخل الأحياء، وسط تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية.
وأعلنت شبكة أطباء السودان أن 13 مدنيًا لقوا حتفهم وأصيب 19 آخرون بجروح متفاوتة نتيجة قصف طال مناطق مأهولة بالسكان داخل مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وأوضحت الشبكة أن الهجوم استهدف أحياء سكنية مكتظة، ما أدى إلى وقوع ضحايا من النساء والأطفال، فضلًا عن تدمير منازل ومرافق عامة.
وفي حادث آخر، قُتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص وأصيب سبعة آخرون إثر قصف مشابه استهدف أمس الجمعة منشأة مدنية حيوية داخل المدينة. وأكدت مصادر طبية ووكالات دولية أن القصف طال مستشفى في مدينة الفاشر التي ترزح تحت حصار خانق واشتباكات متواصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ونقلت مصادر طبية لوكالة فرانس برس أن القصف الأخير تم بطائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع، استهدفت بشكل مباشر قسم النساء والتوليد داخل المستشفى.
كما أشارت المصادر إلى أن الهجوم لم يسفر فقط عن سقوط ضحايا، بل ألحق كذلك أضرارًا جسيمة بمباني المستشفى ومعداته، ما فاقم الأزمة الصحية في المدينة المحاصرة.
ويُعد هذا الهجوم حلقة جديدة ضمن سلسلة الانتهاكات التي طالت المرافق الحيوية في مدينة الفاشر على يد قوات الدعم السريع، وسط تحذيرات دولية متصاعدة من تحول المدينة إلى بؤرة لكارثة إنسانية كبرى.
المأساة الإنسانية في الفاشر
ما زالت جثث الرجال والنساء والأطفال ملقاة على الطريق الترابي الواصل بين مدينة الفاشر وبلدة طويلة في شمال دارفور، في مشهد يجسد مأساة آلاف المدنيين السودانيين الذين حاولوا الفرار من الحصار الخانق، ولم يجدوا أمامهم سوى المضي نحو المجهول.
وتفرض ميليشيات الدعم السريع حصارًا على مدينة الفاشر منذ أكثر من عام، حيث تمنع دخول الغذاء والدواء، وتواصل تنفيذ الغارات الجوية والبرية باستخدام الطائرات المسيرة.
