
كتبت: سهام إبراهيم
في تطور جديد للأحداث المتسارعة في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل بدء تعبئة عامة لقوات الاحتياط، استعدادًا لعملية برية واسعة النطاق تهدف إلى السيطرة الكاملة على القطاع، وسط انقسامات داخلية وضغوط إقليمية ودوليةمتزايدة.
تعبئة واسعة واستعدادات طويلة الأمد
بحسب ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، بدأ نحو 40 ألف جندي احتياطي بالتوجه إلى قواعد التدريب في منطقة النقب صباح اليوم، بناءً على تفعيل الأمر العسكري رقم 8، ضمن الاستعدادات لعملية “عربات جدعون 2”. وتشير التقديرات إلى أن العدد الإجمالي للقوات المشاركة في العملية قد يتجاوز 130 ألف جندي احتياطي، إلى جانب خمس فرق نظامية.
ووفق خطة القيادة الجنوبية، فإن العملية ستنطلق تدريجيًا وتمتد حتى عام 2026، مع وضع ملف المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية ضمن أولويات التحرك الميداني.
دعوات للتعبئة الشعبية
خلال زيارة ميدانية إلى محيط القطاع، دعا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، كافة شرائح المجتمع الإسرائيلي للمشاركة في “الجهد الوطني”، معتبرًا الخدمة العسكرية “واجبًا قوميًا”، ومشددًا على أهمية دور جنود الاحتياط في “تعزيز وحدة المجتمع الإسرائيلي”، على حد قوله.
وفي السياق ذاته، أصدر المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، بيانًا دعا فيه سكان غزة إلى تجنّب مناطق الاشتباك، مشيرًا إلى أن منطقة المواصي في خان يونس ستُعد “منطقة آمنة”، مع وعود بتحسين الخدمات الأساسية فيها.
مواقف إقليمية وتحذيرات من التصعيد
من جهته، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، بأن إسرائيل لم ترد حتى الآن على مبادرة وقف إطلاق النار التي وافقت عليها حركة حماس قبل أسبوعين. واعتبر الأنصاري أن العملية العسكرية المرتقبة قد تعرض حياة المحتجزين للخطر وتُفاقم الوضع الإنساني المتدهور، داعيًا إلى فتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات.
خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية
في السياق الداخلي، شهد اجتماع المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل اليوم مشادات حادة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير، على خلفية تسريبات إعلامية ومقترح عرضته قيادة الجيش لتبادل الأسرى. وتضمنت الخطة إطلاق 10 محتجزين أحياء و18 جثمانًا مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يومًا، لكنها لم تحظَ بدعم معظم الوزراء.
كما عبّرت عائلات المحتجزين الإسرائيليين عن غضبها مما وصفته بـ”تجاهل الحكومة لقضيتهم”، في وقت تزداد فيه الاحتجاجات
الشعبية المطالبة بالإفراج عنهم.






