سياسة

رحيل بطل تفجير الحفار «كينتنج 1» في صمت

تفجير الحفار «كينتنج 1» في صمت

بقلم :أحمد المستشار

.من هو اللواء \ أنور عطيه بطل موقعة تدمير الحفار كينتنج 1 بعدما أعلنت إسرائيل وقتها في 1969 عزمها التنقيب عن البترول في سيناء، ليأتي قرار الرئيس جمال عبد الناصر، بضرورة تدمير الحفار قبل وصوله إلى خليج السويس بأي وسيلة وأي ثمن، ليضع وقتها الرائد أنور عطية مع اللواء محرز مصطفى عبد الرحمن، مدير المخابرات الحربية وقتها، 5 خطط لتدميره وينجح بعد ذلك في القضاء عليه.

هل كان يعتقد الرائد أنور عطية، بطل موقعة الحفار، أنه سيموت دون أن يسمع عنه أحد لينضم إلى صفوف المجهولين من الأبطال المصريين؟

منذ يومين رحل الرجل دون أن يذكر الإعلام شيئا عنه، ولم يشر إليه سوى مجموعة من رفاقه الذين نشروا سيرته الذاتية وبطولاته على موقعهم الرسمي والذي حمل اسم “مجموعة 73 مؤرخين”.

أستفزاز إسرائيلي

كانت بداية القصة حينما أرادت إسرائيل استفزاز المصريين فقررت في عام 1969 التنقيب عن البترول في قناة السويس ليتم استخراج ثروات البلد أمام أعين المصريين، ولهذا الغرض قامت باستئجار حفار عرف باسم كينتنج 1 وهو حفار أمريكي، ولم يكن الأمر هكذا فحسب بل إن الحفار الذي صنعته إنجلترا واشترته أمريكا سيتم نقله بواسطة شركة هولندية ويتم وضعه في ميناء أفريقي من أجل سحبه لقناة السويس لخدمة إسرائيل مما يجعل أي تعرض له هو بمثابة أزمة عالمية.

القضاء على الحفار

لم يكن جمال عبد الناصر يملك حرية الاختيار فأمر بالقضاء على هذا الحفار قبل أن يصل إلى قناة السويس، ومن هنا جاء اختيار الرائد بالمخابرات الحربية أنور العطية، ليجسد بطولته التي ما زالت تذكرها كتب التاريخ العسكري.

أولى الخطوات

وفقًا لرواية عطية في حوار له لمجموعة “73 مؤرخين”، فإنه أبلغ المعلومات التي أوصلته إلى مدير المخابرات الحربية ليتم بعدها تكليفه بتنفيذ العلمية لتكون أولى الخطوات وهي اختيار الرجال من الضفادع البشرية بجانب الاستعانة بألغام يضاف لها توقيت على أن يتم وضع التفجيرات أسفل الحفار، وكان التعاون بين المخابرات الحربية والمخابرات العامة والخارجية المصرية.

الخطوة الثانية

الخطوة الثانية كانت نقص المعلومات وهو ما يقوله عطية، ليضيف ذهبت بعد ذلك إلى على والي، رئيس هيئة البترول، معرفًا نفسه بمهندس بحري وتم الحصول على كل المعلومات عن الحفار.

توقع الأماكن

الأماكن المتوقعة لوجود الحفار كانت الخطوة الثالثة مما دفع عطية إلى الذهاب لمكتبة القوات البحرية بالإسكندرية، وتم جمع المعلومات عن كل الأماكن، ثم وضع الخطة مع النقيب “فتحي أبو طالب” المتخصص في النسف والتدمير على كل رأس من رءوس الحفار ليتم وضعها تحت اختيار الرجال.

ستة أشخاص يعيشون في بيت آمن لكل منهم اسم جديد قبل الانتقال إلى العملية التي كان أصعب ما فيها هو نقل الألغام، وقال أنور عطية عن ذلك كان الأمر صعبا أن نقوم بنقل 16 كجم من مادة “تي إن تي”، وكان الفضل يعود للمخابرات العامة التي وضعت الألغام في شنط لا يمكن كشفها بواسطة أجهزة الكشف في المطارات لتبدأ العملية التي تم تحديد مكانها في داكار.

بدء التنفيذ

في 7 مارس 1970 سجلت البحرية المصرية صفحة جديدة من تاريخها بعد نجاحها في تفجير الحفار، ولم يعلن أحد عن مسئوليته فأشارت دول العالم إلى مصر، مؤكدة أنه لا توجد أي دولة قادرة على ذلك سوى البحرية المصرية، وبعد أيام كتب محمد حسنين هيكل يؤكد أن مصر لا علاقة لها بالحادث، فيما كان جمال عبد الناصر يمنح النجمة العسكرية لعطية على دوره في العملية.

رحم الله بطلنا الغالى وجزاه عنا خير الجزاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى