د. ميرنا محمود لـ “نيوز بالعربي”: اخترتُ الطب بقلب فنان… و”شغف” كان حُلمًا راودني منذ عامي الأول في الكلية
د. ميرنا محمود لـ "نيوز بالعربي": اخترتُ الطب بقلب فنان... و"شغف" كان حُلمًا راودني منذ عامي الأول في الكلية

إدارة الحوار/ عبدالرحمن فتحي عبدالنعيم نائب رئيس التحرير
من خشبة المسرح إلى عيادة الأسنان، ومن ميكروفون الإذاعة إلى صفحات الروايات، تسير د. ميرنا محمود في دربها الخاص بكل شغف وإصرار.
طبيبة أسنان شابة جمعت بين الطب والفن، بين دقة المهنة ودفء الإبداع، تؤمن أن الإنسان لا يجب أن يتخلى عن أحلامه مهما تعقّد الطريق.
وفي هذا الحوار الحصري لـ “نيوز بالعربي”، تكشف ميرنا عن كواليس مشوارها المليء بالتحديات، وتفاصيل محطات مهنية وأدبية شكلت ملامحها، وتوجّه رسالة ملهمة لكل من يحمل أكثر من شغف ويبحث عن طريقه وسط الزحام.

1- في البداية، عرفينا بنفسك، من هي ميرنا محمود بعيدًا عن لقب “دكتورة”؟
ميرنا فتاة طموحة، تحب أن تتميّز في كل ما تفعله، وقد ارتبط اسمي بالفن قبل الطب، فقد كنتُ “سندريلا المسرح” منذ الطفولة بسبب عشقي الكبير للتمثيل.
2- متى بدأتِ تحلمين بأن تصبحي دكتورة؟ وهل فكرتِ في وقت ما أن تختاري التمثيل بدلًا من الطب؟
بدأ حُلمي بأن أكون دكتورة منذ الصف الأول الابتدائي، وبعد ظهور نتيجة الثانوية العامة، كنت أمام مفترق طرق حقيقي: هل أختار كلية طبية، أم أقترب أكثر من عالم التمثيل؟ فقد كنت أحب المجالين بنفس القدر.
3- كيف استطعتِ التوفيق بين الدراسة الصعبة في طب الأسنان وبين التمثيل ومواهبك الأخرى؟
كان من الصعب جدًا أن أستمر في التمثيل المسرحي خلال سنوات الدراسة، لذلك توقفت عن التمثيل، لكنني لم أستطع كبت موهبتي بالكامل، فاتجهت إلى الكتابة، وكان شغفي بالرواية هو بوابتي الجديدة في آخر عام من الكلية.
4- دعينا ننتقل إلى الجانب المهني، ما الذي جذبكِ إلى مجال طب أسنان الأطفال تحديدًا؟
أحببت هذا التخصص لأن الأطفال كائنات رقيقة، واستشعرت رغبتي في كسب ثقتهم ومنحهم شعورًا بالأمان، حتى لو لم أتمكن من علاجهم في الجلسة الأولى، فإنني أحرص على أن يشعروا بأنني شخص لطيف، وأن طبيب الأسنان ليس دائمًا مصدرًا للخوف، وأحب أن أكون معهم على طبيعتي، وقد أسعدني كثيرًا أنهم أحبوني بدورهم.
5- ما أبرز التحديات التي واجهتكِ في بداية مشوارك كطبيبة أسنان؟
الحقيقة أن الرحلة كلها كانت مليئة بالتحديات، بداية من صعوبة الدراسة في الكلية وضغط الامتحانات والتعامل مع المرضى، وصولًا إلى مرحلة التخرج وفترة التدريب التي كانت مليئة بالتوتر النفسي والعصبي، لأنني كنت أشعر بمسؤولية كبيرة في أن أتعلم جيدًا لأتمكن من مزاولة المهنة بكفاءة.
ثم جاءت مرحلة البحث عن فرصة عمل، وهي من أصعب المراحل، لأنه من النادر أن تجد من يساعدك أو يقف إلى جانبك، لذا أنا ممتنة بشدة لكل طبيب قدّم لي يد العون، وعلى رأسهم د. طنطاوي الشحات، الذي لم يكتفِ بتعليمي، بل أتاح لي فرصة العمل في عيادته، وهذا شيء نادر جدًا في هذا المجال الذي قلّ فيه التعاون بين الأطباء.

6- أنتِ حاصلة على دبلومة في تجميل الأسنان، فهل ترين أن التجميل أصبح ضرورة في وقتنا الحالي أم لا يزال رفاهية؟ وكيف توازنين بين الجانب العلاجي والتجميلي؟
دبلومة التجميل كانت خطوة جديدة بالنسبة لي، ووجدت فيها شغفًا كبيرًا للتعلم، وطالما نحن مستمرون في هذه الحياة، فالتطور والتعلّم أمران لا غنى عنهما.
كما أن مجال التجميل مهم بالفعل، خاصة في بعض الحالات التي تتطلب تدخلًا تجميليًا إلى جانب العلاج، وأنا أحرص دائمًا على تحقيق التوازن بين الناحية الطبية والجمالية، بحيث يحصل المريض على صحة فموية جيدة، وشكل جمالي مريح يعزز ثقته بنفسه.
7- لو عاد بكِ الزمن، هل كنتِ ستختارين مجالًا مختلفًا؟ أم تشعرين أنكِ في المكان المناسب؟
في الحقيقة، أشعر أنني في المكان المناسب تمامًا، لأن هذا كان اختيار الله لي، واختياراته دائمًا هي الخير، حتى لو لم ندرك ذلك في حينه.
8- بالعودة إلى التمثيل… ما أكثر لحظة مسرحية أثرت فيكِ ولم تستطيعي نسيانها؟
كل لحظة على خشبة المسرح لها مكانة خاصة في قلبي، لكن من أكثر اللحظات التي تركت أثرًا عميقًا في نفسي كانت مشاركتي في مسرحية “هموم جيل” على مسرح بنك كريدي أجريكول، لأنني كنت أؤدي دور فتاة شغوفة بالتمثيل، وهو دور يشبهني كثيرًا وكأنّه كُتب لي.
كما لا أنسى دوري كـ”وزيرة” في مسرحية “السلطان الحائر” على مسرح مدرسة نيو جينيريشن، لأنها كانت أول تجربة لي في القاهرة، وشاركت فيها إلى جانب الفنان طارق الدسوقي، وكانت لحظة مميزة جدًا في مشواري المسرحي.
9- شاركتِ في عدد من البرامج الإذاعية، وأصدرتِ رواية أيضًا، لذا حدّثينا عن رواية “شغف”، وما الذي ألهمكِ لكتابتها؟
قدّمت ثلاثة برامج إذاعية خلال مشواري، هي:
- “حلم الحياة” على راديو مرايا.
- “حلم العمر” عبر منصة إلكترونية تابعة لجريدة “الوطني نيوز”.
- برنامج “The Dental بالطو” على راديو “ع الناصية”.
أما رواية “شغف”، فقد كانت حلمًا يراودني منذ عامي الأول في الكلية، وجاء الإلهام الأكبر من والدتي، الدكتورة مايسة سعيد، التي شجّعتني على أن أضع اسمي على كتاباتي، وكانت الداعم الأول لي حتى تمكنت من نشر الرواية والمشاركة بها في معرض الكتاب.

10- تعملين حاليًا على رواية جديدة بعنوان “قدر”، لذا هل يمكن أن تمنحينا لمحة عنها؟
رواية “قدر” مختلفة تمامًا عن رواية “شغف”، سواء في الفكرة أو الأسلوب، لذا أفضّل أن تبقى مفاجأة للجمهور إلى حين صدورها.
11- كيف تستطيعين التوفيق بين عملك كطبيبة وشغفك بالفن والإبداع؟
أحرص دائمًا على ألا تكون حياتي مقتصرة على العمل فقط، فأستغل أوقات الفراغ في ممارسة ما أحب، سواء بالكتابة أو غيرها من الهوايات، لا سيما في أيام الإجازات، حتى أحافظ على توازني النفسي وأبقى قريبة من ذاتي.
12- أخيرًا، ماذا تقولين لكل شاب أو شابة يملكون أكثر من شغف ويشعرون بالحيرة في اختيار طريقهم؟
أنصحهم بأن يخططوا لحياتهم بوضوح، وأن يدركوا أن الحياة العملية تختلف عن الهوايات والفنون، ولا مانع من الجمع بينهما متى أمكن، بشرط ترتيب الأولويات.
ومن الطبيعي أن تكون هناك مراحل نركّز فيها على الدراسة أو العمل، لكن يبقى من المهم أن نُبقي مساحة للأشياء التي تمنحنا الشغف، فالحياة ليست مجرد التزامات، بل أيضًا متعة واكتشاف للذات.