كتبت : سارة قنديل 

شهدت العاصمة السورية دمشق، اليوم، أجواء احتفالية واسعة، خاصة في محيط الجامع الأموي والساحة الأموية، حيث تجمع آلاف السوريين للاحتفال بالجمعة الأولى بعد سقوط نظام بشار الأسد. ليعبروا عن مظاهر الفرح الشعبية التي عمت الشوارع والساحات.

دعوة للاحتفال السلمي

أعلنت إدارة العمليات العسكرية، بقيادة أحمد الشرع، عن خطة أمنية واسعة لتأمين الاحتفالات، حيث انتشرت عناصر الأمن بكثافة لضمان سلامة المشاركين. 

كما أكدت الإدارة أنها ستتعامل بحزم مع أي شخص يقوم بإطلاق النار في الهواء، داعية المواطنين للالتزام بالسلوك السلمي أثناء الاحتفالات.

هنأ قائد إدارة العمليات العسكرية، أحمد الشرع، الشعب السوري بـ”انتصار الثورة المباركة”، داعياً الجميع إلى النزول إلى الميادين للاحتفال. وقال الشرع:

“أبارك للشعب السوري العظيم انتصار الثورة، وأدعوهم للتعبير عن فرحتهم في الشوارع، ولكن دون إطلاق الرصاص. 

وبعد الاحتفال، سنعمل جميعاً على بناء الوطن”. واختتم كلمته باللهجة السورية قائلاً: “وكما قلناها منذ البداية، منصورة بعون الله.”

نقل السلطة بسلام

جاءت هذه التطورات بعد الهجوم الواسع الذي شنّته جماعات المعارضة المسلحة في 27 نوفمبر على مواقع الجيش السوري بمحافظتي حلب وإدلب. وفي 8 ديسمبر، تمكنت قوات المعارضة من دخول دمشق، مما دفع رئيس الحكومة السابق، محمد غازي الجلالي، إلى إعلان استعداده لنقل السلطة سلمياً.

منذ سقوط النظام يوم الأحد الماضي، تسارعت خطوات إدارة العمليات العسكرية لتثبيت الأمن وإدارة شؤون البلاد. 

وتمكنت الإدارة من بسط سيطرتها على الدولة خلال أيام، حيث نشرت الشرطة، وعيّنت حكومة مؤقتة، وبدأت في عقد اجتماعات مع مبعوثين أجانب، ما أثار تساؤلات حول مستقبل سوريا في ظل القيادة الجديدة.

المرحلة المقبلة: بناء سوريا جديدة

يُذكر أن هيئة تحرير الشام، بقيادة أحمد الشرع، قادت تحالفاً من فصائل المعارضة للإطاحة بالنظام. ومع انتقال موظفي الإدارة المؤقتة، الذين كانوا يديرون مناطق في شمال غرب سوريا، إلى دمشق، بدأت تبرز تحديات توحيد البلاد وضمان مشاركة جميع الأطياف في عملية إعادة البناء.

في ظل هذه التحولات الكبرى، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن القيادة الجديدة من الوفاء بتعهداتها بعدم الإقصاء والعمل على بناء سوريا جديدة قائمة على التعددية والمشاركة؟