دولي

اللواء رضا يعقوب يتابع التمزق الذى حل بسوريا والإقتتال المتناحر بين فصائلها فرصد

اخبار نيوز بالعربي

 

قطعت “هيئة تحرير الشام” وفصائل حليفة لها الطريق الدولى الذى يصل العاصمة دمشق بحلب كبرى مدن شمال سوريا، كما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان، وذلك على وقع إشتباكات متواصلة مع الجيش السورى عقب هجوم للهيئة على مواقع لقوات الجيش شمال غرب البلاد.

وقيل إن الهجوم، الذى أطلق عليه إسم “ردع العدوان”، يدار من قبل غرفة عمليات مشتركة تسمى “إدارة العمليات العسكرية” ولم يُعرف ممكن تتكون ولكن يبدو أنها مرتبطة بتنظيم الفتح المبين التابع لهيئة تحرير الشام، وقيل إن مقاتلى هيئة تحرير الشام وشريكتها أحرار الشام يشاركون فى الهجوم.

يرغب بعض مسئولى الإتحاد الأوروبى فى تعيين مبعوث خاص ينوط به تقييم سياسة التكتل بشأن سوريا، بيد أن القرار أثار غضب ناشطين فيما رحب بالأمر بعض الخبراء، ولكل طرف رؤيته للأمر، قال الاتحاد الأوروبى إنه يرغب فى أن ينخرط بشكل أكبر فى سوريا وسط مخاوف من أن تؤدى الأزمة الإنسانية المستمرة إلى تفاقم تدفقات الهجرة الى أوروبا، لكن مع التأكيد الأوروبى على أن الأمر لا يحمل فى طياته أى نوع من “التطبيع مع النظام” السورى، وفى ذلك، آثار ميخائيل أونماخت، القائم بالأعمال لبعثة الإتحاد الأوروبى لدى سوريا، الجدل بعد نشره مقطع مصور وهو يقف وسط العاصمة دمشق، قائلاً: “(الإتحاد الأوروبى) سيواصل دعمه للشعب السورى من أجل مستقبل أكثر إزدهارا وسلاماً”

ففى تعليقه على المنشور، كتب يمان زبد، الباحث السورى فى “مركز حرمون للدراسات المعاصرة” ومقره الدوحة، “لا تنسى زيارة قبور أصدقائى” وكتب شادى مارتينى، رئيس جمعية “تحالف الأديان” ومقرها نيويورك، “يا لك من محظوظ، فأنا لا أستطيع زيارة منزلى فى سوريا أو حتى حضور جنازت والدىّ بسبب الرئيس السورى الحالى، الذى عذب وقتل أى شخص يعارضه”

قطع الطريق بين دمشق وحلب: أكثر من 200 قتيل بمعارك شمال سوريا، تصاعدت التوترات فى شمال سوريا مع إندلاع معارك وصفت بأنها الأعنف منذ سنوات أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص وقطع الطريق الدولى بين دمشق وحلب. المعارك إندلعت بعد هجوم شنته هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة على مواقع الجيش السورى.

أعلنت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) المدعومة بفصائل مسلحة أخرى، سيطرتها على نقاط إستراتيجية شمال سوريا، بما فيها عقدة الطرق الدولية “M4” و”M5″، مما أدى الى قطع الطريق الدولى الذى يربط دمشق بحلب.

وأفاد المرصدالسوري لحقوق الإنسان يوم الخميس (28 نوفمبر/ تشرين الثانى) أن المواجهات، التى إندلعت منذ فجر الأربعاء، أسفرت عن مقتل 182 مسلحاً، بينهم 102 من هيئة تحرير الشام و19 من فصائل موالية لتركيا، إضافة الى 61 من الجيش السورى وحلفائه.

فى المقابل، أعلنت وزارة الدفاع السورية عن “تصدى قواتها” لهجوم وصفته بـ”الكبير” مشيرة الى أن الفصائل المسلحة إستهدفت القرى الآمنة والنقاط العسكرية باستخدام أسلحة ثقيلة، كما شنت القوات السورية والطائرات الروسية غارات مكثفة إستهدفت مناطق فى إدلب وريف حلب، ما أسفر عن مقتل 19 مدنياً على الأقل، وفقًاً للمرصد.

فى تطور موازٍ، أعلنت إيران عن مقتل أحد كبار مستشاريها العسكريين، العميد كيومرث بورهاشمي، فى هجوم شنته الفصائل قرب حلب، تأتى هذه الخسارة فى وقت تشهد فيه المنطقة تزايد الضغوط على الوجود الإيرانى فى سوريا، وسط إستهدافات متكررة من قبل الكيان الغاصب الصهيونى لمواقع الميليشيات الإيرانية والفصائل الموالية لها.

يرى محللون أن هذا الهجوم يمثل محاولة إستباقية من الفصائل المسلحة لإفشال خطط الجيش السورى، الذى يبدو أنه يستعد لشن حملة عسكرية واسعة بدعم من روسيا لإستعادة مناطق جديدة، ويعتقد المحلل نيك هيراس أن الوضع الحالى يعكس محاولة تركيا إرسال رسالة الى دمشق وموسكو للتراجع عن تحركاتهما العسكرية شمال غرب سوريا.

من جانبها، قالت “حكومة الإنقاذ”، التى تدير مناطق هيئة تحرير الشام، إن العملية العسكرية جاءت كرد فعل على قصف الجيش السورى للمدنيين، مما أدى الى نزوح عشرات الآلاف، وأوضح رئيس الحكومة محمد البشير أن هدف العملية هو “إبعاد مصادر النيران وتأمين عودة النازحين”

تعد هذه الاشتباكات الأحدث ضمن نزاع دامٍ مستمر منذ سنة 2011، أسفر عن مقتل أكثر من 500 الف شخص وتشريد الملايين، مع إستمرار تدهور الأوضاع الإنسانية والبنية التحتية فى البلاد.

وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة أقل نفوذاً على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة فى محافظات حلب واللآذقية وحماة المجاورة.

ويسري فى إدلب ومحيطها منذ السادس من آذار/مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة، وأعقب هجوماً واسعاً شنّته قوات النظام بدعم روسى على مدى ثلاثة أشهر.

وتشهد المنطقة بين الحين والآخر قصفاً متبادلاً تشنّه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب دمشق وموسكو.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى