
كتبت/كوثر عبدالعاطي محمود
في خطوة جديدة تتعلق بالملف النووي الإيراني، أعلنت إيران عن زيادة مستوى الحماية لمنشآتها النووية في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية.
جاءت هذه الخطوة الإيرانية في أعقاب تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف مرتبطة بإيران في المنطقة.
ووفقًا للتصريحات الرسمية، فإن الخطوات المقبلة لإيران ستعتمد على سياسات الإدارة الأميركية الجديدة.
تناولت “غرفة الأخبار” على سكاي نيوز عربية، مع الدكتور رامي خليفة العلي، الباحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس،
التطورات الأخيرة في ملف إيران النووي والضغوط المتزايدة من الغرب على طهران. يأتي ذلك في وقت حرج،
حيث قدمت الولايات المتحدة ودول أوروبية مشروع قرار يدين عدم تعاون إيران في ملفها النووي إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
يأتي هذا القرار بعد سلسلة من التطورات في المنطقة، في وقت تتزايد فيه المخاوف من احتمال امتلاك إيران للسلاح النووي.
إيران تتراجع في تخصيب اليورانيوم لكن التحديات قائمة:
أوضح العلي أن إيران بدأت اتخاذ خطوات ملموسة لوقف زيادة مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب،
وهو ما لاقى ترحيبًا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومع ذلك، لا يزال هناك قلق دولي حيال نوايا إيران في هذا المجال.
وأشار العلي إلى أن إيران قريبة من تجاوز “العتبة النووية”،
ما يعني أنها قد تكون قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تمكنها من تصنيع قنبلة نووية،
مما يثير قلق القوى الغربية التي تتابع التطورات عن كثب.
هل تعزز الضغوط الغربية من فرص التفاوض أم تعقدها؟
ناقش الدكتور العلي تأثير الضغوط الغربية على مسار المفاوضات مع إيران، حيث أشار إلى أن هناك جو من التفاؤل بشأن المفاوضات الدبلوماسية بين إيران والدول الأوروبية،
بما في ذلك فرنسا وبريطانيا وألمانيا. ومع ذلك، لا تزال هناك اختلافات في الرؤى بين هذه الأطراف، خاصة مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
وأضاف العلي أن القوى الغربية تتعامل مع الملف النووي الإيراني بطريقة معقدة؛
إذ يسعى بعض الأطراف لفرض مزيد من الضغوط الاقتصادية والعسكرية على طهران، بينما يعتقد آخرون أن التفاوض هو الحل الوحيد لتجنب التصعيد.
التحديات الداخلية في إيران:
بالنسبة للتحديات الداخلية، أشار الدكتور العلي إلى وجود حالة من الاستياء الشعبي نتيجة العقوبات الاقتصادية والوضع الاقتصادي المتدهور.
هذا الاستياء قد يؤثر على القرارات السياسية الإيرانية في المستقبل،
حيث يمكن أن يدفع القيادة الإيرانية لتغيير سياستها أو على الأقل التوصل إلى تسوية مع الغرب لتخفيف الضغوط.
الغرب في موقف حذر وإيران تدافع عن مصالحها:
أكد العلي أن الدول الغربية تواجه مفترق طرق في التعامل مع الملف النووي الإيراني.
وأضاف أن الغرب قد يحتاج إلى اتخاذ قرارات حاسمة بشأن العقوبات أو التدخل العسكري،
ولكن إيران ستواصل سعيها للحصول على قدرات نووية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مستدام.
بالنسبة لإيران، فإن المعادلة واضحة:
الحفاظ على برنامجها النووي كورقة ضغط لحماية نفوذها الإقليمي،
مما سيجعل ملف إيران النووي مفتوحًا ومثيرًا للجدل لفترة طويلة.