
الجثة تعود للظهور بعد الدفن بالسنبلاوين
شهدت مدينة السنبلاوين واقعة غريبة أثارت حالة من الذهول والقلق بين الأهالي، بعدما تكرّر خروج جثمان سيدة تُدعى «مريم» من داخل قبرها عقب دفنها، في مشهد بدا وكأنه يتحدى المنطق.الجثة تعود للظهور بعد الدفن بالسنبلاوين

البداية كانت باتصال تلقّاه والد المتوفاة من حارس المقبرة، يفيد بظهور الجثمان أعلى القبر ملفوفًا بالكفن، دون وجود أي آثار كسر أو عبث ظاهر بالمقبرة.
محاولات إعادة الدفن
على الفور، توجّه والد ووالدة «مريم» وزوجها إلى المقبرة، حيث أعادوا تثبيت الكفن وإدخال الجثمان إلى القبر وإغلاقه بإحكام، ظنًا منهم أن الأمر عارض ولن يتكرر.
غير أن المفاجأة كانت باتصال جديد من حارس المقبرة بعد وقت قصير، يؤكد فيه تكرار الواقعة وعودة الجثمان للظهور مرة أخرى، ما أثار شكوكًا حول احتمالية وجود شبهة سرقة لمحتويات المقبرة.
بلاغ رسمي وتحرك الجهات المختصة
أمام تكرار الواقعة، بادر والد المتوفاة بتحرير محضر رسمي، لتنتقل الجهات المعنية إلى موقع المقبرة وتباشر فحص المكان والجثمان.
وأسفرت المعاينة عن سلامة الجثمان تمامًا، وعدم وجود أي سرقات أو تلفيات، ما زاد من غموض المشهد وفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول كيفية حدوث ذلك.
الاشتباه في مساعد التربي
وخلال تواجد الجهات المختصة، لوحظ وجود مساعد التربي بالقرب من المقبرة بصورة دائمة، الأمر الذي أثار الريبة.
وبمواجهته، جرى القبض عليه والتحقيق معه، ليعترف لاحقًا بقيامه بإخراج الجثمان من القبر في المرتين السابقتين.
غير أن المتهم لم يقدّم أي دافع واضح لسلوكه، مكتفيًا بالصمت أو بإجابات غير مفسّرة.

تفسيرات نفسية محتملة
أفاد حارس المقبرة، خلال التحقيقات، بأن المتهم يعاني اضطرابات نفسية وعصبية منذ وفاة ابنته في وقت سابق، وهو ما دفع المختصين إلى دراسة الحالة من منظور نفسي.
وتشير التفسيرات إلى احتمالية إصابته بالحزن المرضي، حيث يعيش حالة إنكار عميقة لفكرة الموت والدفن، ما يجعله يرفض تكرار المشهد ذاته مع آخرين.
كما يُرجّح أن يكون السلوك ناتجًا عن آلية «الإزاحة النفسية»، إذ يُسقِط المتهم مشاعر الفقد والعجز على جثمان آخر، في محاولة لا واعية لإنقاذ ابنته التي فقدها.
وقد يصل الأمر إلى إنكار ذهاني أو نوبات انفصال عن الواقع، خاصة إذا كانت الصدمة الأصلية عنيفة أو مفاجئة.
بين القانون والعلاج
تسلّط الواقعة الضوء على إشكالية التفرقة بين السلوك الإجرامي والسلوك الناتج عن اضطراب نفسي حاد.
ويرى مختصون أن مثل هذه الحالات تستدعي تدخلًا علاجيًا عاجلًا داخل مؤسسات الرعاية النفسية، إلى جانب الإجراءات القانونية، بما يضمن حماية المجتمع وتقديم الدعم المناسب للمصابين باضطرابات نفسية شديدة.






