رياضة

تقرير| السوبر المصري 2025.. البطولة التي تحولت إلى ظاهرة مجتمعية

كتب: معتصم إبراهيم

في كل عام يعود السوبر المصري، لكنه لا يعود بنفس الملامح الملعب هو ذاته، الكرة نفسها، لكن الحكاية دائمًا ماتكون مختلفة و جديدة ، الخميس القادم تنطلق النسخة الجديدة من بطولة السوبر المصري، وسط ترقّب جماهيري غير عادي وسط إهتزاز أداء قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك في الفترة الأخيرة ، ومشاهد تمتد من المدرجات إلى شاشات الهواتف وصفحات التواصل الاجتماعي.

ما بين المنافسة والتاريخ

منذ انطلاقة البطولة في  عام 2001، تحول السوبر إلى أكثر من مواجهة كروية بين بطل الدوري وبطل الكأس صارت اختبارًا للهيبة، وقياسًا لحالة الأندية قبل موسم طويل ، تاريخيًا ، دائمًا ما يكون الأهلي والزمالك هما العنوان الأبرز للبطولة، لكن السنوات الأخيرة شهدت تغيرًا في الخريطة.. السوبر مابين 4 منافسين ، وجوه جديدة، مدربين جدد، وطموحات تتجاوز حدود المستطيل الأخضر.

خلف الكواليس.. أرقام تتحدث

بعيدًا عن الصراع في الملعب، السوبر المصري أصبح صناعة متكاملة، المدرجات تُباع قبل أيام، الشركات تتسابق على الإعلانات، والمشاهدة التلفزيونية تسجّل أرقامًا بالملايين، تقديرات أولية تشير إلى أن عائدات البث والرعاية لهذا العام قد تتجاوز 150 مليون جنيه، في تأكيد على أن كرة القدم في مصر لم تعد مجرد لعبة، بل اقتصاد متنامٍ يتغلغل في تفاصيل الحياة اليومية.

مباراة داخل المباراة

عند صافرة الحكم، هناك شوط آخر يُلعب على السوشيال ميديا،  الجماهير تبني حملاتها، صُنّاع المحتوى يرسمون خطوط المعركة الرقمية، والوسوم تتبدّل كل دقيقة المباراة تبدأ على منصات التواصل قبل الملعب ، هكذا يصف أحد المتابعين مشهد ما قبل اللقاء، حيث تتحوّل “الميمز” إلى سلاح، والضحك إلى تكتيك جديد في الحرب الباردة بين الجماهير.

السوبر بعين التحليل

من زاوية أخرى، يرى محللون أن البطولة تمثّل مقياسًا لحالة كرة القدم المصرية، سواء في التنظيم أو المستوى الفني فهي أول اختبار حقيقي للمدربين الجدد، وأول فرصة لاختبار الانتقالات الصيفية ، الخبراء يعتبرونها مرآة لما سيحدث في الموسم المقبل: “من يفوز بالسوبر غالبًا يبدأ الدوري بروح البطل”.

السوبر لأول مرة 

في المقابل، لا تزال هناك نظرة مختلفة تمامًا ، ك طفل في التاسعة، يقف إلى جوار والده في المدرجات، لا يهتم بالإحصائيات أو العقود، بل يكتفي بأن يرى فريقه يرفع الكأس، في تلك اللحظة، يصبح السوبر أكثر من بطولة يصبح ذكرى، وبذرة انتماء ستبقى لعشرات السنين.

ماذا  لو كان السوبر فيلمًا ؟

كل شيء جاهز.. أبطال، خصوم، جمهور، وسيناريو مليء بالدراما،  الموسيقى التصويرية هي الهتافات، والمشاهد الختامية تُكتب دائمًا بالدموع أو الصرخات، في النهاية، من يفوز يحتفل، ومن يخسر يعد بالثأر في الجزء القادم من الفيلم… (النسخة المقبلة من السوبر).

السوبر المصري لم يعد مباراة من 90 دقيقة إنه حدث وطني، يختبر أعصاب الجماهير، ويقيس مدى تعلق المصريين بكرة القدم كجزء من هويتهم اليومية، فقد صار الماتش مرآة لمجتمع كامل: فيه الفرح والجدل، الاقتصاد والانتماء، والذاكرة التي لا تهدأ.

“يبدأ الخميس، لكنه في الحقيقة… لم يتوقف يومًا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى