
بقلم: الإعلامية جهاد زغلول
من بين سهول القليوبية وحقولها الخضراء، تبرز عزبة زكي في مركز بنها كأنها لؤلؤة صغيرة تحتفظ ببريقها مهما مرّ عليها الزمن.

هناك، بين نسمات الريف الهادئة ورائحة الطين الممزوجة بعبق الحياة، تنبض حكاية لا تنتهي، حكاية القرية التي وُلدت فيها، و نشأت بين جدرانها الطيبة، و تعلّمت منها أولى دروس الحب والانتماء.
 في عزبة زكي، تشعر أن الزمن يمضي ببطءٍ جميل، وكأن المكان يرفض أن يتغير.
  في عزبة زكي، تشعر أن الزمن يمضي ببطءٍ جميل، وكأن المكان يرفض أن يتغير.
الوجوه مألوفة، الابتسامات صادقة، والقلوب أنقى من الماء.
ما زالت الجيرة فيها علاقة دمٍ ومحبة، وما زال الخبز البلدي يخرج من أفران الطين ليحمل معه دفء البيوت وذكريات الأمهات.

كل ركن من القرية يحمل قصة عن طفلٍ يحلم، وشابٍ يسافر ثم يعود محمّلًا بالأمل، وأمٍ ترفع يديها بالدعاء، وشيخٍ يروي للتاريخ ما لم تكتبه الكتب.
ورغم بساطة المكان، فإن عزبة زكي لم تتوقف عن التقدم.
فقد شهدت في السنوات الأخيرة نهضة في الخدمات والبنية التحتية، وارتفع وعي أبنائها بأهمية التعليم والعمل.
شباب القرية اليوم يحملون طموحًا كبيرًا، يصنعون لأنفسهم ولبلدتهم مكانة مشرفة، أينما ذهبوا.
لكن الأجمل أن الروح لم تتغير ما زالت الأصالة في الملامح، والكرم في البيوت، والرضا في العيون.
فهذه القرية الصغيرة علمت أبناءها أن الكرامة لا تُشترى، وأن العمل الشريف هو أرفع وسام يمكن أن يزين الإنسان.
أكتب هذه السطور، لا كإعلامية تروي قصة من الريف المصري، بل كابنةٍ تكتب عن قريتها الأولى، عن المكان الذي منحها معنى الانتماء، وألهمها أن تبدأ برنامجها «حكايات مع جهاد» لتوثّق مثل هذه التفاصيل التي تصنع جوهر مصر الحقيقية.

 
				






