في زمن تتغير فيه مفاهيم التعليم وتتشكل فيه ملامح جديدة للوعي الإنساني، تظهر شخصيات نادرة لا تكتفي بتلقين المعرفة، بل تصنع من كل لحظة تعليمية نبضًا للحياة، ومن كل تجربة درسًا للتحول. واحدة من هذه الشخصيات الملهمة هي مشاعر يوسف قمر، المعلمة والمرشدة والباحثة متعددة التخصصات، التي قررت أن تكون “صانعة وعي” قبل أن تكون مجرد ناقلة معرفة.
🔹 من الهندسة إلى هندسة الوعي
بدأت مشاعر رحلتها الأكاديمية من كلية الهندسة الزراعية، حيث كانت الموازين الدقيقة والتفاعلات العلمية جزءًا من يومها الدراسي. لكن شيئًا في داخلها كان يبحث عن شيء أعمق، عن “علم الإنسان” لا علم النبات فقط. ومن هنا كان التحول الكبير: من علوم الزراعة إلى علوم التربية، ومن دراسة التربة إلى غرس القيم والعقول.
اختارت أن تكون معلمة بروح الباحثة، فدرست مناهج البحث وطرائق التدريس، وحصلت على درجة الماجستير، لتصبح واحدة من الأصوات الرائدة في مجال التعليم العصري الشامل.
🔹 معلمة، مدربة، مرشدة روحية
لا تضع مشاعر قمر نفسها داخل قالب مهني واحد. فهي مدربة حياة معتمدة (Life Coach)، ومُيسّرة لمدرسة Access Bars، وممارسة لرياضة الروح من خلال البريكي ومعالج بالتدليك، وهي في الوقت ذاته باحثة جادة في علم الفلك وعلوم الطاقة.
تقول:
“أنا لا أؤمن بالتعليم الذي يقتصر على الكتاب والسبورة، بل أؤمن بتعليم يُحرّك الداخل، يُوقظ الإمكانيات، ويحرّر الإنسان من قوالب التكرار.”
مشاعر ترى أن كل طفل يحمل نواة عبقرية خاصة به، وأن مهمة المعلم ليست التلقين بل الكشف، ليست التقييد بل التمكين.
🔹 التعليم كرسالة.. والطاقة كأداة
في عالم مليء بالضوضاء والمشتتات، اختارت مشاعر أن تجعل الهدوء الداخلي هو أساس التعلم، وأن الطاقة ليست مفهومًا غيبيًا، بل علمًا يُمارَس ويُدرّس.
تقول بثقة:
“طاقة الكلمة تصنع بيئة، وطاقة المكان تُلهم الارتقاء. أنا أعلّم كيف ننتبه لما نقوله، وأين نجلس، ومع من نتكلم.. لأن كل ذلك يؤثر في وعينا، وفي قدرتنا على التعلم والنجاح.”
وفي هذا الإطار، أجرت دراسات وأبحاثًا وخاضت تجارب حول طاقة الكلمة، طاقة المكان، وعلاقتها بالمجتمع والتعليم، لتربط بين العلوم القديمه والحديثه والروحانيات بأسلوب علمي متفرد و مميز.
🔹 التعليم الذي يصنع التغيير
مشاعر يوسف قمر لا تدرّس فقط، بل تؤمن أن التعليم بمختلف دروبه هو أداة لتغيير المجتمعات من الداخل، وأن الأطفال والشباب هم مفاتيح التحول القادم.
كما تؤمن ان الانسان يستطيع متى ما أراد
تقول:
“أعلّم أطفالي أن يسألوا، أن يجرّبوا، أن يُخطئوا، أن يبدعوا. أعطيهم مساحة لاكتشاف أنفسهم، بدلًا من أن أُعيد إنتاجهم نسخًا مكررة من نظم تعليمية قديمة.”
وترى أن رسالتها تتلخص في عبارة واحدة:
الإيمان بالنفس ومقدراتها وحب الحياه فهي دوما تردد
“أنا هنا لأخلق وعيًا جديدًا، وأفتح أبوابًا غير مألوفة في عقول وارواح أحبّتي الصغار والكبار.”انا أسعى للتمكين وليس التقليد
🔹 نحو مستقبل أكثر وعيًا
اليوم، تسعى الكوتش مشاعر قمر إلى دمج العلوم الإنسانية، والطاقة، والفلك، مع نظم التعليم الحديثة، لتأسيس نموذج تعليمي شمولي يُخاطب الروح كما يخاطب العقل.
تحلم بإطلاق مركز تعليمي تدريبي شامل، يُدمج فيه العقل بالروح، ويعيد تعريف العلاقة بين الطالب، والمعلم، والبيئة التعليمية. مركز لا يكتفي بالتحصيل، بل يصنع أجيالاً أكثر وعيًا، أكثر حبًا، وأكثر قدرة على صناعة واقعهم بوعي وحرية.
🔻 كلمة أخيرة من مشاعر يوسف قمر:
“أنا لا أعلّم فقط،بل أسعى الي التمكين أنا أرافق الأرواح في رحلة العودة إلى ذاتها. أؤمن أن التعليم والتغيير الحقيقي لا يحدث إلا عندما نحب الحياة،ونؤمن بانفسنا ونفهم طاقتنا، ونصادق تجاربنا. وأنا هنا لأمهد هذا الطريق لكل من يختار أن يخطو نحوه.”