
كتبت: دنيا محمد عبد الحليم
في وقتٍ يقف فيه لبنان على حافة الانهيار الاقتصادي والسياسي، هبطت المتحدثة السابقة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، في مطار بيروت. لم تكن الزيارة عابرة، ولم يكن حضورها مجرد صدفة دبلوماسية؛ بل جاءت محمّلة برسائل مشفّرة وحقائب سياسية مليئة بالوعود والضغوط في آنٍ واحد.
الزيارة أثارت تساؤلات في الأوساط اللبنانية: هل جاءت أورتاغوس بيدٍ تحمل بعض الوعود بالدعم المالي والإنساني، وبيد أخرى تفرض شروطاً قاسية على السلطة السياسية؟ البعض يرى أن واشنطن تسعى عبر هذه الزيارة إلى إعادة الإمساك بخيوط اللعبة في بيروت، خصوصاً مع التوترات الإقليمية المتصاعدة وتبدّل موازين القوى في المنطقة.
مصادر سياسية لم تستبعد أن تكون حقيبتها الدبلوماسية مشحونة بملفات تتعلق بترسيم الحدود البحرية، إصلاحات عاجلة تطالب بها المؤسسات الدولية، وربما رسائل غير مباشرة إلى أطراف لبنانية بعينها، في ظل الصراع المحتدم بين القوى الداخلية وارتباطاتها الإقليمية.
بيروت، التي أنهكتها الأزمات واشتدت عليها الضغوط، تترقب اليوم أكثر من أي وقت مضى: هل ستكون زيارة أورتاغوس بداية انفراجة سياسية واقتصادية، أم أنّها مجرّد جولة تحمل في طياتها المزيد من الشروط والتحديات؟
في النهاية، لم يكن السؤال: ماذا قالت أورتاغوس؟ بقدر ما أصبح: ماذا ستتركه وراءها بعد أن تغادر بيروت؟




