سياسة

القمة العربية الإسلامية في الدوحة.. منصة للتضامن ورسائل واضحة للأزمات الإقليمية

أخبار نيوز بالعربي

كتبت: سهام إبراهيم 

شهدت الدوحة انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة في توقيت دقيق، لتصبح نقطة محورية في العمل الدبلوماسي العربي والإسلامي، حيث اجتمعت الدول المشاركة على رؤية موحدة للتعامل مع التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير.

وأكد الخبير في العلاقات الدولية، أبو بكر الديب، أن القمة لم تكن مجرد رد فعل على أحداث بعينها، بل عكست قدرة الدول العربية والإسلامية على التحرك المشترك استنادًا إلى مبادئ العدالة والقانون الدولي. وأوضح أن البيان الختامي شدد على حماية المدنيين، ودعم جهود الوساطة الإقليمية والدولية، وتشجيع الحوار كخيار أساسي لتسوية النزاعات، بما يعكس توجهًا نحو آليات أكثر فعالية للتعاون السياسي بعيدًا عن الانقسامات التقليدية.

كما أولت القمة اهتمامًا كبيرًا بتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي، إدراكًا منها بأن الاستقرار السياسي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتنمية المستدامة والرفاهية، وهو ما يمنح رسائل مزدوجة: حماية مصالح الشعوب وتعزيز مكانة المنطقة على الساحة الدولية كفاعل جماعي قادر على اتخاذ قرارات مؤثرة.

وجاء خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة بمثابة رسالة محورية واضحة ومباشرة، أكد فيها ضرورة التمسك بالعدالة ورفض أي انتهاك للقانون الدولي، مشددًا على أهمية حماية المدنيين. ولم يقتصر خطابه على التوصيف، بل قدم رؤية عملية لإدارة الأزمات تقوم على دعم الوساطات، محاسبة المخالفين، وتعزيز آليات منع التصعيد.

وضع الرئيس السيسي مفهوم الوحدة العربية والإسلامية في قلب الحلول الممكنة، معتبرًا أن الأمن والاستقرار لن يتحققا إلا بتنسيق الجهود بين الدول، وهي رسالة تتجاوز الجانب الرمزي إلى دعوة لتحويل التضامن السياسي إلى قوة عملية قادرة على التأثير في قرارات المجتمع الدولي وتعزيز مصداقية المؤسسات العربية والإسلامية.

وعكست كلمات الرئيس والقمة عمومًا عدة أبعاد استراتيجية، من أبرزها:

توحيد المواقف الإقليمية بما يقلل فرص الانقسام ويزيد من قوة التأثير في القرارات الدولية.

تعزيز الدور المصري كوسيط استراتيجي في إدارة الأزمات ودعم جهود الوساطة.

إعادة صياغة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع القوى الخارجية بما يوازن بين المصالح الوطنية ومبادئ التعاون الدولي.

وأشار الديب إلى أن الخطاب حمل أيضًا رسائل واضحة لإسرائيل والمجتمع الدولي، حيث تضمن تحذيرًا من أن استمرار التصعيد يقوض فرص السلام ويهدد الاستقرار الإقليمي، مع التأكيد على أن الحلول الدبلوماسية تظل الخيار الأمثل لتجنب التوترات.

وأضاف أن القمة مثلت نموذجًا للتعامل الإيجابي مع الأزمات، إذ جمعت بين الحزم السياسي والرؤية البناءة، وركزت على التضامن والوحدة باعتبارهما ركيزة لتحقيق نتائج ملموسة. كما أبرزت قدرة القادة العرب والإسلاميين على تجاوز الخلافات الثانوية وتوحيد الجهود من أجل الأمن والاستقرار والتنمية.

وشكّل خطاب الرئيس السيسي والقمة برمتها لحظة فارقة في السياسة الإقليمية، حيث تأكد أن التضامن العربي والإسلامي قادر على إحداث تأثير استراتيجي حقيقي، وأن الدبلوماسية القائمة على العدالة والقانون الدولي هي الطريق الأمثل نحو سلام دائم.

ويرى الديب أن القرارات التي خرجت بها القمة، وإن كانت رمزية ودبلوماسية، فإنها تحمل رسائل استراتيجية قوية، فهي لا تستهدف التصعيد العسكري بقدر ما تهدف إلى تعزيز التضامن والضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل، عبر إدانة واضحة لممارساتها والدعوة لمراجعة بعض العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بصورة مدروسة تراعي مصالح الدول العربية والإسلامية وتحافظ على التوازن الإقليمي.

واختتم الديب بأن هذه المواقف تمثل خطوة إيجابية تعكس مسؤولية القيادات العربية والإسلامية في حماية الأمن والاستقرار، وتؤكد أن العمل المشترك والتضامن هما السبيل الأمثل لتحقيق السلام والتنمية المستدامة في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى