
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يتجاهل تحذيرات قانونية بشأن إخلاء غزة
كتبت: سهام إبراهيم
أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أصدر أوامر بإخلاء سكان مدينة غزة، متجاهلًا تحذيرات من المدعية العامة العسكرية يفعات تومر يروشالمي، التي أكدت أن الخطوة لا تعتبر قانونية إلا إذا توفرت الظروف الإنسانية اللازمة لنقل المدنيين.
وبحسب التقرير، عرض قادة الجيش على يروشالمي صورة “غير واقعية” عن الأوضاع في جنوب القطاع، حيث يتم توجيه النازحين، إذ تضمن العرض خططًا لنقل السكان إلى مناطق مكتظة أصلًا وتفتقر إلى الخدمات. كما بالغ الجيش في تقدير قدرة المستشفيات والنظام الصحي في جنوب غزة على التعامل مع المزيد من الإصابات، ما أثار مخاوف من أن تؤدي عملية النزوح الجماعي إلى كارثة إنسانية.
وأضافت الصحيفة أن المدعية العامة العسكرية تواصلت مع زامير الأسبوع الماضي، وأبلغته باستحالة إعلان الاستعدادات اللازمة للإخلاء، مشيرة إلى أن مديرية استخبارات الجيش نفسها قلقة من أن هذه الخطوة قد تُعتبر انتهاكًا لقوانين الحرب نظرًا للظروف المزرية في الجنوب. ومع ذلك، قرر زامير المضي قدمًا بأوامر الإخلاء متجاهلًا التحذيرات.
في السياق ذاته، تواصل إسرائيل إسقاط منشورات ورقية ونشر إعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تطالب سكان غزة بمغادرة المدينة، تمهيدًا لعملية برية واحتلالها وفق خطة معلنة.
وكان عدد سكان مدينة غزة يُقدر بنحو مليون نسمة، إلا أن نحو 200 ألف شخص غادروها بالفعل خلال الأيام الأخيرة بعد التحذيرات من الهجوم البري المرتقب.
من جانبها، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة “تشرد المدنيين”، مشددة على أن “لا يوجد مكان آمن في غزة، ولا أحد في مأمن”.
كما انتقدت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية دعوة إسرائيل لإخلاء المدينة، ووصفتها بأنها تصعيد خطير، مشيرة إلى أن المنطقة التي حددتها إسرائيل في جنوب القطاع كمنطقة إنسانية لم تُجهّز بالحد الأدنى من الإجراءات لضمان سلامة السكان.






