تقاريرسياسة

الرئيس السيسي أمام قمة “بريكس”: مصر أعدّت خطة شاملة لإعمار غزة وترفض التهجير القسري

أخبار نيوز بالعربي

 

كتبت: سهام إبراهيم 

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الوضع في قطاع غزة بلغ حد كارثة إنسانية غير مسبوقة، مشددًا على أن إسرائيل تمارس منذ ما يقرب من عامين أبشع أشكال القتل والتجويع، في محاولة لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم وتنفيذ مخطط التهجير القسري.

جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس المصري عبر الاتصال المرئي في القمة الاستثنائية لرؤساء دول وحكومات تجمع “بريكس”، التي انعقدت بدعوة من الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، حيث ألقى السيسي خطابًا مطولًا تناول فيه الأوضاع في غزة، والتحديات الدولية الراهنة، ودور البريكس في بناء نظام عالمي أكثر عدالة وتوازنًا.

وأوضح السيسي أن بلاده أعدّت خطة شاملة للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، حصلت على اعتماد عربي وإسلامي، ودعم واسع من المجتمع الدولي، مؤكدًا أن الخطة أثبتت إمكانية إعادة الإعمار مع بقاء الفلسطينيين صامدين على أرضهم. وأعلن أن مصر تعتزم، فور التوصل إلى وقف إطلاق النار، استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة لحشد التمويل والدعم اللازمين.

وشدد الرئيس المصري على أن القاهرة ترفض تمامًا أي سيناريو يستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، معتبرًا أن التهجير القسري يمثل محاولة لتصفية القضية الفلسطينية ووأد حل الدولتين، ويهدد بتوسيع رقعة الصراع وتقويض منظومة السلام في الشرق الأوسط.

وانتقد السيسي بحدة ازدواجية المعايير الدولية، مشيرًا إلى أن النظام العالمي الحالي يشهد انهيارًا للقواعد والمواثيق، في ظل إفلات من العقاب وتصاعد النزعات الأحادية. وأكد أن مجلس الأمن الدولي أصبح مثالًا صارخًا للعجز بعد أن تحول حق النقض “الفيتو” إلى أداة تعطل دوره في حفظ السلم والأمن الدوليين، داعيًا إلى إصلاح شامل يتضمن إلغاء هذا الامتياز.

كما أشار إلى أن هذا التدهور انعكس سلبًا على الاقتصاد العالمي، محدثًا تباطؤًا في معدلات النمو وتراجعًا في حركة التجارة الدولية، مع اتساع الفجوات التنموية والديون في الدول النامية.

وفي المقابل، شدد السيسي على أهمية تجمع “بريكس” باعتباره محفلًا دوليًا صاعدًا يقوم على التعاون والمنفعة المتبادلة، قادرًا على الإسهام الفاعل في صياغة نظام عالمي أكثر إنصافًا.

وطرح الرئيس المصري خمس أولويات لتعزيز دور البريكس، شملت:

تعميق التشاور السياسي بين الدول الأعضاء.

إطلاق مشروعات مشتركة في الطاقة المتجددة والبنية التحتية والزراعة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

توسيع التعاملات المالية بالعملات المحلية وتفعيل دور بنك التنمية الجديد.

التنسيق لإصلاح النظام المالي العالمي ومعالجة أزمة الديون.

تعزيز التعاون في مواجهة التغير المناخي، مع التأكيد على التزامات الدول المتقدمة بتمويل ودعم قدرات الدول النامية.

وفي ختام كلمته، دعا الرئيس المصري المجتمع الدولي ودول البريكس إلى دعم إحياء مسار حل الدولتين، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ومستدام في الشرق الأوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى