تقارير

صانع التغيير.. بهاء الموافي من ميادين الصاعقة إلى دروس الإراده

بقلم: أحمد المستشار

في زمنٍ يندر فيه الرجال الذين يتركون بصماتهم في سجل الخلود، تبرز نماذج مضيئة تصنع الفارق، وتعيد للأمة معنًى التضحية والفداء. ليس الحديث هنا عن بطل في كتاب أو أسطورة من خيال، بل عن إنسان من لحم ودم، جندي مصري حمل روحه على كفه، ووهب جسده فداءً لتراب الوطن. إنه البطل كابتن بهاء موافي، أحد صُنّاع التغيير، الذي جسّد بملحمة صبره وعزيمته صورةً حيةً لمعنى البطولة الحقيقية.

من شوارع المنصورة إلى ساحات العريش، ومن مدرجات كلية الحاسبات إلى ميادين الصاعقة، كتب بهاء موافي فصول قصة استثنائية عنوانها: “الفداء”. لم يكن دخوله الخدمة العسكرية مجرد قرار عابر، بل كان قدرًا مقدورًا رسمه الله له، ليكون شاهدًا حيًا على أن مصر لا تُحمى إلا برجالٍ يعشقون الموت لتبقى هي حيّة.

حينما أصيب في إحدى العمليات الخاصة بشمال سيناء، لم يصرخ ولم يجزع، بل دوّى صوته بالتكبير: “الله أكبر.. فداك رجلي يا مصر”. كلمات تلخص عقيدته، وتختصر حكاية آلاف الجنود الذين جادوا بأرواحهم وأطرافهم كي تبقى راية الوطن خفّاقة. وما كانت خسارته لذراعه أو ساقه أو عينه إلا أوسمة شرف تزيد قامته شموخًا، وتخلّد اسمه في ذاكرة الشرفاء.

سنواتٌ من العلاج والعمليات لم تُضعف عزيمته، بل صقلته وأعادته أقوى مما كان. تحدّى الألم، وصادق البحر الذي كان يومًا مصدر خوفه، ليصير ساحر الماء الجديد، يمارس الرياضة بإصرار، ويكسر الحواجز أمام نفسه وأمام كل من يظن أن الإعاقة نهاية المطاف.

بهاء الموافي لم يعد مجرد اسم؛ بل رسالة مفتوحة للشباب: أن التحديات مهما عظمت يمكن تجاوزها، وأن الأمل لا ينطفئ ما دام الإيمان راسخًا، وأن مصر ستبقى بخير ما دام فيها رجال يرفعون شعار: “نموت لتبقى”.

تحية لك يا بهاء، أيها البطل الصادق.. وتحية لكل أبٍ وأمٍ أنجبوا رجالًا مثلك، فأنتم الحصن الذي لا يُكسر، وأنتم الأمل الذي لا ينطفئ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى