وزير الصحة الفلسطيني: الشعب المصري يقتطع من قوت يومه لدعم غزة

كتبت: سهام إبراهيم 

أكد الدكتور ماجد أبو رمضان، وزير الصحة الفلسطيني، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مستوى غير مسبوق من الكارثة، بعدما أعلنت الأمم المتحدة دخول القطاع في مجاعة من الدرجة الخامسة، وهي الأخطر عالميًا، محذرًا من أن استمرار هذه الأوضاع ينذر بوقوع وفيات جماعية.

وأوضح أبو رمضان في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية أن “المأساة الحالية ليست طبيعية، بل نتيجة مباشرة لحصار الاحتلال الإسرائيلي ومنعه إدخال الغذاء والدواء”، داعيًا الولايات المتحدة إلى التخلي عن سياسة الكيل بمكيالين، والتحرك إنسانيًا كما تفعل في أزمات أخرى حول العالم.

وأشار الوزير إلى أن الأولوية العاجلة تتمثل في وقف العدوان وفتح المعابر لإدخال المساعدات، إضافة إلى السماح بسفر الحالات الحرجة للعلاج بالخارج، والتي تُقدّر بعشرات الآلاف.

وثمّن أبو رمضان الدور المصري في دعم غزة، مشيدًا بالجهود التي يبذلها الرئيس عبدالفتاح السيسي لتخفيف المعاناة عن سكان القطاع، مؤكدًا أن الشعب المصري “يقتطع من قوت يومه لإرسال المساعدات للفلسطينيين، وهو ما ليس بغريب عليه”.

 دمار شامل للمنظومة الصحية

وكشف وزير الصحة أن العدوان أدى إلى دمار شبه كامل للبنية الصحية في غزة، حيث فقدت الوزارة نحو 1500 كادر طبي وإداري، بينما تعمل المستشفيات المتبقية بأقل من 10% من طاقتها، وسط نقص حاد في الأدوية ومواد التخدير. وأضاف أن بعض الأطباء يضطرون للعمل لساعات طويلة وهم في حالة إنهاك شديد، حتى أن بعضهم لا يستطيع الاستمرار إلا بعد الحصول على محلول ملحي وريدي.

وبيّن أن مدينة غزة وحدها تضم نحو 900 ألف نازح، وهي مهددة بالاجتياح من الشمال والجنوب، فيما مسحت مناطق كاملة مثل جباليا وبيت لاهيا ورفح من الخريطة.

 أرقام صادمة ومعاناة إنسانية

وأشار أبو رمضان إلى أن العدوان الإسرائيلي والحصار المطبق أسفرا عن استشهاد أو إصابة أكثر من 10% من سكان القطاع، في حين توفيت آلاف الحالات بسبب انعدام العلاج، خصوصًا بين مرضى الأورام والكلى والأمراض المزمنة، إضافة إلى الأطفال حديثي الولادة.

كما حذّر من تفشي الأمراض نتيجة انعدام المياه الصالحة للشرب، حيث دفعت الأزمة السكان لاستخدام مصادر ملوثة تسببت في انتشار الإسهال والتقيؤ، خاصة بين الأطفال وكبار السن. ولفت إلى تسجيل 284 حالة وفاة حتى صباح السبت، بينهم 114 طفلًا.

وختم وزير الصحة الفلسطيني بدعوة المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لإنقاذ حياة ملايين المدنيين في غزة، مؤكدًا أن استمرار الوضع الحالي ينذر بكارثة صحية وإنسانية أكبر.