سياسة

مصر تطلق صرخة إنسانية لوقف نزيف غزة.. وحقوق الإنسان: المبادرة بداية سلام حقيقي

إنسانية لوقف نزيف غزة.. وحقوق الإنسان: المبادرة بداية سلام حقيقي

كتبت: سهام إبراهيم

قال محمد ممدوح، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن التطورات الجارية بشأن الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة تؤكد أن مصر ما زالت قادرة، رغم كل التحديات، على أن تلعب دورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، باعتبارها ركيزة أساسية في المنطقة وصوتًا عاقلًا يسعى إلى كسر دائرة الدم المستمرة منذ شهور.

وأوضح ممدوح، في تصريحاته لـ اليوم السابع، أن المبادرة المصرية الأخيرة لا تُعد مجرد مقترح سياسي يطرح على طاولة المفاوضات، بل هى انعكاس لرؤية إنسانية عميقة تضع حياة المدنيين ومعاناتهم في صدارة الأولويات، حيث إن استمرار العمليات العسكرية لن يفرز سوى المزيد من الضحايا والدمار، بينما يمثل وقف إطلاق النار الفوري والشامل الخطوة الأولى لإعادة الأمل للشعب الفلسطيني، وفتح مسار سياسي جاد يضمن حقوقه ويؤسس لسلام عادل ودائم.

وأضاف عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان أن أهمية المبادرة المصرية تكمن في أنها تربط بين البعد الإنساني والبعد السياسي، فالتوقف عن الحرب ليس غاية في حد ذاته، وإنما هو بداية ضرورية لمعالجة الملف الفلسطيني بشكل شامل، مشيرًا إلى أن استمرار العدوان سيبقي أطفال غزة بلا مدارس، ومرضاها بلا دواء، وأسرها بلا مأوى، وهو ما يجعل المبادرة إطارًا متكاملًا يتجاوز مجرد التهدئة المؤقتة.

وأشار ممدوح إلى أن الموقف الإسرائيلي، الذي تسيطر عليه حكومة يمينية متطرفة، يتعامل مع القضية الفلسطينية من منظور أيديولوجي ضيق، رافضًا أي حلول إلا بشروط تعجيزية، ومعتمدًا على القوة وحدها، وهو ما وصفه بأنه نهج غير إنساني وغير واقعي، لأنه يغفل حقيقة أن الأمن لا يتحقق بالقمع ولا بالحصار، وإنما بضمان الحقوق الأساسية لكل طرف.

ولفت إلى أن الداخل الإسرائيلي نفسه يشهد انقسامات عميقة وضغوطًا متزايدة من عائلات الأسرى المطالبين بحل سياسي يعيد أبناءهم من غزة، فضلًا عن احتجاجات شعبية وتراجع ثقة الرأي العام في الحكومة، وهو ما يعكس أن إسرائيل ليست كتلة واحدة، بل تعاني صراعًا داخليًا بين اتجاه يدعو للتسوية السياسية وآخر يصر على استمرار الحرب رغم خسائرها الفادحة.

وشدد ممدوح على أن استمرار الحرب لا يهدد حياة الفلسطينيين وحدهم، بل يهدد أيضًا الاستقرار الإسرائيلي والإقليمي، معتبرًا أن المبادرة المصرية تمثل مخرجًا حقيقيًا من هذا المأزق، خاصة وأن مصر تتحرك انطلاقًا من مسؤولية تاريخية وإنسانية، وليست بحثًا عن دور سياسي.

واختتم عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان بتأكيد أن غزة اليوم تمثل جرحًا مفتوحًا في الضمير العالمي، وأن المبادرة المصرية هى صرخة لإنقاذ الأرواح ووقف الانتهاكات، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في دعم المقترح المصري والضغط على الحكومة الإسرائيلية للتخلي عن حساباتها الضيقة، لأن رفض المبادرة لن يعني سوى المزيد من الدماء والانقسام، بينما قبولها قد يكون بداية جديدة لسلام عادل وشامل في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى