في مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وُلد محمد طارق جواد، الملقب بـ”جواد القلوب”، في السادس عشر من مايو عام 1997. تنقّل بين مجالات الدراسة من الاتصالات البحرية إلى بكالوريوس التجارة بجامعة الزقازيق، لكن قلبه كان دائمًا مع الكلمة والشعر.
بدأت رحلته عام 2013 حين شاهد لأول مرة مشهد استشهاد الطفل محمد الدرة، فاهتزت مشاعره لهذا الموقف المؤلم، ودخل غرفته ليكتب أول قصيدة في حياته، وكانت الشرارة التي أطلقت مسيرته مع القلم. ومنذ ذلك اليوم، لم يتوقف عن الكتابة.
يفخر جواد بأنه ما زال على طبيعته، لم يتأثر بسلبيات الزمن، ولا دخّن يومًا، محافظًا على ذاته وقيمه، ويرى أن هذا من أعظم إنجازاته في الحياة. التحدي الأكبر في مسيرته كان تحدي النفس؛ فهو يراقب خطواته باستمرار، ويسعى إلى تطوير ذاته وتغييرها نحو الأفضل.
واجه الصعوبات بالإصرار والعزيمة والتحدي، لكنه يؤمن أن العنصر الأهم للنجاح هو الاستمرارية، فالتطور وحده لا يكفي، بل يجب أن تواصل المسير مهما كانت العوائق. و أكثر لحظة نجاح تركت أثرًا في نفسه، كانت حين علم أن إحدى قصائده غيّرت حياة شخص ما للأفضل، وهو ما جعله يدرك أن الكلمة قد تمنح الحياة.
عائلته كانت السند الأكبر له، تمنحه الثقة وتوفر له كل ما يحتاجه ليواصل شغفه. وهو يوجّه رسالة شكر لكل شخص يسعى بصدق لتحقيق ذاته، مؤكدًا أن مجرد السعي شجاعة تستحق التقدير.
يحلم جواد أن يعيش أثره في أذهان الناس إلى الأبد، لا ك اسم فقط، بل كذكرى جميلة تظل باقية حتى بعد غيابه. ومن أهم الدروس التي تعلمها من الحياة، ألا يمنح ثقته الكاملة لأي شخص، وأن يحافظ على قلبه وعقله في آن واحد.
وللشباب، ينصحهم بأن يتذوقوا طعم الفشل مرات ومرات، وألا يتوقفوا أبدًا، لأن الفشل ليس النهاية، بل الاستسلام هو النهاية الحقيقية. أما كلمته الأخيرة لجمهوره، فهي محمّلة بالحب والدعم: “أنتم التاج الذي أزيّن به رأسي وسط كل العالم، وإن مررتم بتجربة صعبة، فاعلموا أنكم قدها، وستتجاوزونها لتصبحوا أقوى.”