24 ساعة

منى دياب… تدوّن لتُعبّر، وتُعبّر لتُغيّر

نيوز بالعربي

بقلم: حنان حسن

منى دياب، أبلغ من العمر سبعة عشر عامًا، وأكتب منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، وأقيم في محافظة دمياط. بدأت رحلتي مع الكتابة من خلال تدوين بعض الكلمات في إحدى مذكراتي، حتى اتخذت قراري في الصف الثالث الإعدادي بأن أنشر كتاباتي، وكانت تلك اللحظة بمثابة نقطة تحوّل في مساري.

تعرفت على فتاة أتاحت لي فرصة العمل كناقدة أدبية في إحدى مجموعات “فيسبوك”، حيث كنت أقرأ الروايات وأقيّمها بموضوعية وحيادية، ثم التحقت بكيان “مزيج” الإبداعي، وهناك تعلّمت أساسيات الكتابة الإبداعية على يد الأستاذة منة الفخراني، مؤسسة الكيان، وشاركت بعد ذلك في كتب خواطر مجمّعة. إلا أنني توقفت هذا العام عن المشاركة نظرًا لأهمية هذه المرحلة من حياتي، حيث أستعد لاجتياز الصف الثالث الثانوي، ولهذا قررت الاكتفاء بالتدوين على صفحتي الشخصية على فيسبوك.

والدتي هي ملهمتي الأولى، فهي الداعمة الكبرى لي، وإلى جانبها جدتي وخالتي، وبالطبع لا أنسى فضل مؤسسة الكيان التي كان لها أثرٌ بالغ فيما وصلت إليه اليوم.

بالنسبة لي، الكتابة تتجلّى في ثلاثة أوجه: أحيانًا هي شغف، وأحيانًا أخرى رسالة، وقد تكون في بعض الأوقات وسيلة للهروب من الواقع. فكل ما أشعر به في داخلي يتجلّى في ما أكتبه، لذلك لم أجد وسيلة أصدق من الكتابة، فهي تصوغ من الواقع خيالًا أستطيع أن أعيشه بطريقتي.

أشعر دومًا بأن المشاعر الإنسانية هي الأصعب في الوصف، ولهذا أسعى إلى التعبير عنها بطريقة تلامس وجدان القارئ. كما أنني أحب كتابة الرعب، إذ أجد فيه إلهامًا خاصًا.

أميل كثيرًا إلى كتابة الاسكريبتات، فهي تمنحني الحرية، إذ تنطلق من بداية غامضة إلى نهاية مفتوحة، وهذا ما أجد نفسي فيه.

كثيرًا ما أمر بحالة من السكون، لا أمارس فيها شيئًا فعليًا، سوى اللجوء إلى فنجان قهوتي، أو التأمل في صورة، أو كلمة، أو حتى موقف عابر قد يلهمني للكتابة.

أؤمن بأن النقد يرفع من شأن الكاتب ويساعده على رؤية ما لم يكن يلحظه، ولكنني أرى أن طريقة النقد هي ما تحدد إذا ما كان بناءً أو لا. فحتى لو كان النقد صائبًا، فإن أسلوب الناقد إن كان سيئًا فلن يتقبله الكاتب بسهولة.

أما عن التحديات، فليست مشكلات بقدر ما هي نظرة سائدة لدى البعض، حيث يُنظر إلى الكتابة على أنها مجرد هواية لا فائدة منها، أو أنها لا تدر دخلًا ثابتًا.

وبرأيي، أصبح الاهتمام بالكتابة والقراءة أمرًا صعبًا، لأن كثيرين من الناس لم يعودوا يهتمون بها، أو أصبح تركيزهم منصبًا على مواضيع سطحية لا قيمة لها.

ليس لديّ رسالة واحدة محددة أريد إيصالها، بل أسعى من خلال كل خاطرة أو قصة أكتبها إلى إيصال شعور ورسالة مختلفة تمس القارئ وتؤثر فيه.

أطمح أن تُعرف كتاباتي وتلقى صدى لدى القرّاء، وأن أكون يومًا ما مثل نجيب محفوظ، أو أحد أولئك الكُتّاب الكبار الذين ظلّت أعمالهم حيّة بعد رحيلهم.

رسالتي لكل من يتردد: لا شيء تخسره، فالمحاولة لا تعني الفشل، ولا يوجد إنسان يبذل جهدًا دون أن يحصد نتيجة.

لكن، لا بد أن يتأكد الكاتب في بدايته من امتلاكه للموهبة، فليس كل من أتقن قواعد اللغة يصبح كاتبًا. الموهبة هي الأساس، والإيمان بها هو نقطة الانطلاق.

وأحب دائمًا أن أردد لنفسي: استمري… حتى تصلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى