
كتبت: سهام إبراهيم
تتصاعد حدة التوتر بين مدريد وواشنطن على خلفية مواقف إسبانيا الدفاعية وعلاقاتها الاقتصادية مع الصين، بعد رفض الحكومة الإسبانية شراء مقاتلات أمريكية من طراز “إف-35” وامتناعها عن الالتزام برفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% وفق هدف الناتو الجديد، مفضّلة الاعتماد على صناعة السلاح الأوروبية.
ووفق تقرير لشبكة سي إن بي سي، تُعد إسبانيا حالة نادرة بين الدول الأوروبية في تحدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علنًا، في وقت تحاول فيه معظم العواصم الأوروبية تجنب المواجهة. المحلل فيديريكو سانتي وصفها بأنها “البلد الأوروبي الوحيد الذي يعارض ترامب بشكل مباشر”، مشيرًا إلى أن عضويتها في الاتحاد الأوروبي تمنحها قدرًا من الحماية من الإجراءات الأمريكية المباشرة.
ترامب بدوره انتقد مواقف مدريد، واعتبرها “أمرًا فظيعًا”، مهددًا بفرض رسوم تجارية مضاعفة وإجراءات قد تضر الاقتصاد الإسباني، رغم أن إسبانيا استفادت مؤخرًا من اتفاق تجاري إطاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حدد الرسوم الجمركية بـ15%.
الخلاف الدبلوماسي تعمّق مع منح مدريد عقدًا بملايين اليوروهات لشركة “هواوي” الصينية لتوريد تقنيات تنصت، ما أثار انتقادات أمريكية وأوروبية. الباحثة كريستينا كاوش رأت أن هذه الخطوة تعكس رغبة أوروبية في تعزيز الاستقلال الدفاعي والصناعي، لكنها حذّرت من أنها “رهان محفوف بالمخاطر” قد يرتد على الحكومة الإسبانية والاتحاد الأوروبي.