
بقلم: أحمد المستشار
في زمنٍ أصبحت فيه المشاركة المجتمعية أحد أهم دعائم التطوير والتنمية، تبرز شخصياتٌ آمنت بأن التغيير يبدأ من الفرد، وأن بناء مجتمع مترابط لا يحتاج سوى إلى النية والإصرار. ومن هذه الشخصيات الملهمة، يبرز اسم المهندس والإعلامي إيهاب دسوقي، الذي قدّم نموذجًا مشرفًا في العمل المجتمعي من خلال مبادرته الرائدة “العبور وطننا الصغير”.
رجل المهنة والرسالة
إيهاب دسوقي هو مهندس يعمل في مجال المقاولات وتصميم المطابخ، يمتلك خبرةً تزيد عن عشر سنوات في هذا القطاع الذي ورثه عن عائلته ويزاوله عن قناعةٍ ومحبة. لكنه لا يكتفي بعمله المهني، بل يمتلك شغفًا كبيرًا بالإعلام، حيث سبق له أن عمل محررًا إعلاميًا باتحاد الإعلاميين العرب.
إلا أن ما يميّزه حقًا، هو إحساسه العميق بالمسؤولية تجاه مجتمعه المحلي، وحرصه المستمر على مدّ جسور التواصل بين سكان مدينة العبور، وخلق حالة من الوعي الجماعي والمساندة.
بداية الحكاية… جروب أصبح كيانًا
في عام 2013، أطلق إيهاب دسوقي مع مجموعة من كبار سكان العبور جروبًا على فيسبوك تحت اسم “العبور وطننا الصغير”، بهدف تقوية الروابط الاجتماعية، وتحفيز الناس على التعاون وتبادل الخبرات، والتعامل مع المدينة كأنها “أسرة واحدة”.
لم يكن الهدف مجرد مساحة للتواصل، بل منصة مجتمعية تحمل رسالة… واليوم، بعد مرور أكثر من 11 عامًا، أثبت الجروب أنه أكثر من مجرد فكرة عابرة.
مبادرات لها أثر
تحوّل “العبور وطننا الصغير” إلى منصة مجتمعية نشطة، نظّمت عشرات الفعاليات التي لامست حياة الناس بشكل مباشر، من أبرزها:
رحلات دورية إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب.
زيارات لمستشفى 57357 لتقديم الدعم النفسي للأطفال المرضى.
مسابقات في حفظ القرآن الكريم وتحفيز الأطفال على التميز.
احتفاليات “يوم الأسرة العبورية” لتكريم الأب المثالي، الأم المثالية، الابن البار والمتفوق.
تنظيم رحلات ترفيهية ليوم واحد لجميع أفراد الأسرة.
مساعدات عينية للفقراء دون جمع تبرعات أو تعاملات مالية.
مشاركة فعالة في مبادرات الدولة وحملات التوعية بالتعاون مع مؤسسات رسمية.
بالأرقام: مجتمع رقمي مؤثر
نجح الجروب في جمع أكثر من 90 ألف عضو من سكان العبور، مع تفاعل يومي مستمر، ما يجعله واحدًا من أكبر الكيانات المجتمعية الإلكترونية الخاصة بالمدن المصرية.
وبحسب إيهاب دسوقي، فإن نوعية المحتوى المنشور أهم بكثير من حجم التفاعل أو عدد المشاهدات، مؤكدًا:
> “ما يهمنا هو القيمة، وليس التريند… المهم أن نُقدّم شيئًا نافعًا للمجتمع.”
رسالة موجهة للشباب
في حديثه، يوجّه المهندس إيهاب دسوقي رسالة صادقة للشباب المصري، داعيًا إياهم إلى التوازن بين العمل والهوية، قائلاً:
> “حافظ على صلاتك، وبرّ بوالديك، تعلّم مهنة أو حرفة بجانب شهادتك الأكاديمية، وابتعد عن رفاق السوء، وشارك في مبادرات الدولة خاصة التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة.”
كلمة ختام
ما يقوم به إيهاب دسوقي في مدينة العبور هو نموذج ملهم لكيفية تأثير الفرد في محيطه، وكيف يمكن لفكرة بسيطة أن تُحدث أثرًا ملموسًا متى توفرت النية الطيبة والرغبة الصادقة في خدمة الناس.
تجربته جديرة بالتقدير والتكرار، لا في مدينة العبور فقط، بل في مدن مصر كلها