محمد فاروق المرادني: من قرية داود الفقي إلى منابر القانون وحقوق الإنسان
من قرية داود الفقي إلى منابر القانون وحقوق الإنسان

بقلم: أحمد المستشار
في زمنٍ يتصدر فيه الحديث منصات التواصل بينما يقل فيه العمل الحقيقي على أرض الواقع، يبرز بعض النماذج التي تمضي بخطى ثابتة، وتجمع بين الفكر والعمل، وتؤمن أن حب الوطن لا يُقاس بالشعارات، بل بما يُبذل من جهد في سبيله، واحدة من هذه النماذج هو المحامي محمد فاروق المرادني، ابن قرية داود الفقي التابعة لمركز سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ، الذي استطاع أن يحقق حضورًا لافتًا في ساحات القانون، والعمل الحقوقي، والمجتمعي، برؤية وطنية تنسجم مع توجهات الجمهورية الجديدة واستراتيجية “مصر 2030”.
النشأة والبداية: من الريف تبدأ الحكاية
ولد محمد فاروق المرادني في بيئة ريفية بسيطة، لكنها كانت غنية بالقيم والمبادئ التي شكلت شخصيته منذ الصغر. يقول: “منذ طفولتي كنت شغوفًا بالعدالة والدفاع عن الحق، وهذا ما دفعني لاختيار دراسة الشريعة والقانون بجامعة الأزهر – قسم القانون العام، والتي كانت البداية الحقيقية في مسيرتي القانونية”.
القيادة في سن مبكرة
لم يكن محمد فاروق طالبًا عاديًا، فقد خاض انتخابات اتحاد الطلاب، وفاز بمنصب أول رئيس اتحاد طلاب منتخب، ليبدأ مبكرًا ممارسة القيادة وصقل مهاراته في التواصل والدفاع عن حقوق الآخرين. هذه التجربة كانت له بمثابة حجر الأساس في مشواره المهني والمجتمعي.
أدوار متعددة من أجل الإنسان
يمتلك المرادني سجلًا حافلًا من المشاركات المؤثرة، فهو عضو في المجلس القومي لحقوق الإنسان، والجمعية المصرية لحقوق الإنسان، إلى جانب جمعية النور الخيرية، كما يشغل منصب مدير العلاقات العامة لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان، ويعمل مستشارًا قانونيًا لشركة “ماكس بلنز”.
من خلال هذه المهام، يسعى لنشر ثقافة العدالة والكرامة، والدفاع عن الفئات المهمشة، مؤمنًا بأن الإنسان هو محور أي تنمية حقيقية.
داعم للدولة وصوت وطني في المحافل
لم يتخلَّ محمد فاروق عن دوره الوطني، بل كان أحد الفاعلين في دعم مشروع الدولة الوطنية، مؤكدًا أن “حب الوطن فعل، لا قول”. شارك في العديد من الفعاليات الدولية والعربية ممثلًا لمصر، وهو عضو في التحالف الوطني لدعم رئيس الجمهورية، وعضو في صندوق “تحيا مصر”، مؤكدًا أن انخراطه في هذه الكيانات جزء من إيمانه بضرورة الاصطفاف خلف الدولة ومؤسساتها.
صوت الشباب في البرلمان
في عام 2021 / 2022، شارك المرادني كنائب في شباب برلمان مصر، وهي تجربة يصفها بأنها “ثرية ومُلهمة”، حيث فتحت له آفاقًا واسعة لفهم أعمق للتشريع والعمل العام، مؤكّدًا أن صوت الشباب يمكنه بالفعل إحداث فارق متى وُجدت الإرادة.
رسالة إلى شباب مصر
يوجه محمد فاروق رسالة واضحة للشباب، قائلاً: “لا تنتظروا أن تُمنح لكم الفرص، بل اصنعوها بأنفسكم. مصر بحاجة إلى عقول وسواعد شابة تؤمن بها، وتعمل من أجلها، ومهما بدا الطريق طويلًا، فإن كل مجهود يُبذل اليوم سيكون له مردود حقيقي في الغد”.
طموح لا يعرف السقف
لا يقف طموح المرادني عند الإنجازات التي حققها، بل يسعى لتأسيس مؤسسة قانونية شاملة تهدف إلى تمكين الشباب قانونيًا واجتماعيًا، والمساهمة في وضع سياسات عامة تخدم الحريات وتدعم العدالة الاجتماعية، مؤكدًا أن خدمة الوطن ستظل هدفه الأسمى، مهما أختلفت المواقع.
من القرية إلى قاعات المحاكم، ومن مقاعد الدراسة إلى المنابر الحقوقية، ومن صوته في البرلمان إلى مواقفه في الدفاع عن الإنسان كانت رحلة محمد فاروق المرادني تجسيدًا صادقًا لمعنى الانتماء، والعمل، والإيمان بالمستقبل.
مصر لا تزال تنجب نماذج قادرة على التغيير، ومحمد فاروق هو أحد هذه النماذج التي تستحق أن تُروى.