
إدارة الحوار : أحمد محمد
في رحلة الحياة، البعض يستسلم للظروف، والبعض الآخر يصنع من التحدي طريقًا للإنجاز. عماد محمد كامل سعداوي، شاب مصري طموح، نشأ في بيئة بسيطة، وواجه منذ صغره مصاعب كبيرة، لكنه تمسك بالأمل، وآمن بالعلم والعمل، وقرر أن يكون له بصمة مميزة تجمع بين الهندسة، والقيادة، والإبداع الأدبي. حوارنا اليوم يلقي الضوء على مسيرته الملهمة، وتجربته الفريدة، التي تستحق أن تُروى.
في بداية حواري عرفنا بنفسك؟
اسمي عماد محمد كامل سعداوي، عمري 23 عامًا، طالب بكلية التكنولوجيا والتعليم – قسم الهندسة الميكانيكية، جامعة حلوان. أعيش في محافظة البحيرة، وتحديدًا في مركز إيتاي البارود.
كيف بدأت رحلتك التعليمية؟
بعد وفاة والدي وأنا في المرحلة الإعدادية، واجهت أنا وأخي التوأم ظروفًا صعبة، لكن والدتي وجدتي كانتا سندًا قويًا لنا. التحقنا بالتعليم الصناعي، وتعرضنا لسخرية من بعض الأصدقاء وحتى المقربين، لكننا اجتهدنا، وحققنا نتائج ممتازة، وكنا من العشرة الأوائل على المدرسة. أنا شخصيًا حصلت على جائزة الطالب المثالي على مستوى إدارة إيتاي البارود.
وماذا بعد المرحلة الثانوية؟
لتحقت بالمعهد الفني الصناعي، وبعده حصلت على مجموع أهلني للالتحاق بكلية الهندسة. أنا الآن أدرس الهندسة الميكانيكية في جامعة حلوان، وأحب هذا التخصص جدًا.
لماذا اخترت الميكانيكا تحديدًا؟
لأنني أحب فهم كيفية عمل الأشياء، وكيف يمكن تطويرها أو إصلاحها. الهندسة الميكانيكية مجال واسع ومليء بالفرص والإبداع.
بعيدًا عن الهندسة، ما هي اهتماماتك الأخرى؟
الكتابة الأدبية من أهم اهتماماتي حاليًا. أعمل على ثلاث روايات ستُصدر قريبًا في معرض القاهرة الدولي للكتاب بإذن الله، تحت رعاية “دار صفقات كتابية للنشر”، كما أن لدي رواية منشورة بالفعل على منصة أمازون.
هل تمارس أنشطة أو تدريب عملي في مجالات أخرى؟
نعم، حصلت على شهادة TOT من منظمة “مهندسون من أجل مصر”، وأنا سفير للحوكمة والتحول الرقمي ضمن نفس المنظمة. كما حصلت على عدة شهادات من وزارة الشباب والرياضة في مجالات مثل: القيادة، إدارة الوقت، إدارة الذات، إدارة الأعمال، وأيضًا شهادة في إدارة الموارد البشرية HRM.
ما أصعب التحديات التي مررت بها؟
فقدان والدي في سن مبكر كان نقطة فاصلة في حياتي. المسؤولية كانت كبيرة، خاصة أننا توأم وفي نفس المرحلة العمرية. كذلك نظرة المجتمع للتعليم الفني كانت تحديًا نفسيًا، لكننا لم نستسلم، وواجهنا كل ذلك بالإصرار والعمل.
ما أكثر إنجاز تشعر بالفخر تجاهه؟
شعوري بالفخر يأتي من تجاوزي لكل تلك التحديات، والوصول لكلية الهندسة، وتحقيق إنجازات حقيقية على المستويين العلمي والأدبي، إلى جانب الجوائز والشهادات التي حصلت عليها.
ما طموحاتك بعد التخرج؟
أطمح أن أكون كاتبًا مشهورًا، وأرغب في تأسيس مشروعات ريادية خاصة بي في أكثر من مجال، تجمع بين التقنية والإبداع.
وما المجالات التي تسعى لتطوير نفسك فيها؟
أسعى لتطوير نفسي في مجال الكتابة بشكل احترافي، وكذلك في مجالات الإدارة وريادة الأعمال. أحب أن أتعلم دائمًا وأكتسب خبرات جديدة.
هل هناك مجال لا تحبه؟
لا أعتقد أن هناك شيئًا لا أحبه، لأنني أؤمن أن لكل شيء جانبًا إيجابيًا يمكن فهمه والاستفادة منه، باستثناء الأمور التي تُغضب الله عز وجل، فهي لا مكان لها في حياتي.
من الأشخاص الذين لهم فضل كبير في مسيرتك؟
والدتي وجدتي أم والدي، هما السند الحقيقي والداعم الأول لي ولأخي. لم يتركانا لحظة، وثقتا فينا رغم كل الظروف، وكانتا سببًا مباشرًا في كل نجاح تحقق حتى الآن.
ما أهم درس تعلمته من تجربتك؟
أن الثقة بالله، ثم بالنفس، والعمل بإخلاص، يمكن أن يصنعوا المستحيل. لا يوجد شيء صعب إذا امتلكت الإرادة الحقيقية.
ما رسالتك للشباب الذين يمرون بظروف مشابهة؟
لا تستسلم. قد تكون البداية صعبة، لكن النهايات دومًا تكون أجمل إذا صبرتَ وعملت. لا تدع أحدًا يحبطك، ولا تسمح لنظرة المجتمع أن تحدد مصيرك.
كلمة أخيرة ؟
أشكر كل من دعمني، وأدعو كل شاب أن يتمسك بأحلامه. اجعل العلم والإرادة سلاحك، وابنِ نفسك بنفسك، فالحياة لا تعطي إلا لمن يستحق.