توتر في العلاقات الأمريكية الهندية بسبب الرسوم الجمركية والنفط الروسي

كتبت: سهام إبراهيم 

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والهند توترًا ملحوظًا، بعد أشهر من التقارب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وذلك في أعقاب إعلان واشنطن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات البضائع الهندية، بجانب انتقادات حادة وجهها ترامب للسياسات التجارية الهندية وشراء نيودلهي النفط الروسي.

وقالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إن التصعيد جاء رغم اللقاء الحميم الذي جمع الزعيمين قبل نحو ستة أشهر في البيت الأبيض، ليأخذ منحى أكثر حدة هذا الأسبوع، مع وصف ترامب للاقتصادين الهندي والروسي بأنهما “ميتَين”، وانتقاده لما أسماه بـ”الحواجز التجارية المرهقة”.

وفيما وصفه محللون بأنه هجوم شخصي أكثر منه خلاف سياسي، قال إندراني باجشي، الرئيس التنفيذي لمركز أبحاث “أنانتا”: “من الواضح أن ترامب جعل الأمر مسألة شخصية للغاية ضد مودي”.

وأكدت نيودلهي أنها تدرس التداعيات، فيما قالت مصادر لصحيفة فاينانشال تايمز إن الهند لا تزال تتوقع زيارة وفد تجاري أمريكي خلال الشهر الجاري لاستكمال المحادثات التي بدأت مطلع العام.

من جانبه، أكد وزير التجارة الهندي بيوش جويال أمام البرلمان، أن بلاده ستتخذ كافة الخطوات اللازمة لحماية مصالحها الوطنية، وسط انتقادات أمريكية متزايدة لدور الهند في شراء النفط الروسي، وهو ما اعتبره وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في تصريحات لـ”فوكس نيوز”، دعمًا غير مباشر لجهود موسكو العسكرية في أوكرانيا.

وتشير تحليلات إلى أن الخلاف يتجاوز الأبعاد الاقتصادية، خاصة بعد مؤشرات على تقارب محتمل بين واشنطن وإسلام آباد، الخصم الإقليمي للهند، ما قد يزيد من تعقيد العلاقات في جنوب آسيا.

وكانت الهند والولايات المتحدة قد أعلنتا في فبراير الماضي عن اتفاقية دفاعية ممتدة لعشر سنوات، بجانب تفاهمات أولية على اتفاق تجاري، شملت تخفيضات في التعريفات الجمركية، وفتح الأسواق في عدد من القطاعات، لكن المشروع لم يُوقع بعد، على خلفية تدهور العلاقة الشخصية بين ترامب ومودي.