ثقافة

ياسمين يسري… تكتب لتُعبّر، وتُحرّر لتُنير.

تكتب لتُعبّر، وتُحرّر لتُنير.

إدارة الحوار: حنان حسن

في عالمٍ تتقاطع فيه الكلمة بين الحقيقة والخيال، وتتنقّل بين الخبر والتحليل، تبرز شخصيات استطاعت أن تجمع بين شغف الكتابة وصرامة الصحافة، لتصنع من الحرف رسالة، ومن القلم سلاحًا للوعي والتأثير. ضيفتنا اليوم ليست مجرد شاهدة على الأحداث، بل راوية للحكايات، وناقلة للأفكار، وصانعة للمعنى.

هي كاتبة تسكنها الحروف، وصحفية لا ترضى إلا بالحقيقة. جمعت بين الأدب والمهنة، بين الإبداع والمسؤولية، وبين المشاعر والواقع. في هذا الحوار، نقترب من تجربتها الغنية، ونتعرف إلى رؤيتها للكتابة والصحافة، ونغوص معها في عوالم الكلمة وتأثيرها.

هل تعرفينا بنفسك؟

ياسمين يسري أحمد، أبلغ من العمر ثلاثين عامًا، من محافظة الدقهلية. أعمل حاليًا نائبًا لرئيس شركة إنتاج فني وبرامج وبودكاست. على الرغم من أن دراستي كانت في المجال الطبي (التمريض الخاص)، فإن شغفي اتجه إلى الصحافة والكتابة، وقد أصدرت عدة مؤلفات ورقية.

كيف بدأت رحلتك في عالم الصحافة؟ وما الذي جذبك إليه في البداية؟

بدأت رحلتي من خلال كتابة الخواطر الإبداعية، وكنت أقرأ نصوصًا لشعراء بالفصحى والعامية. بالصدفة، وجدت فرصة لدراسة الصحافة والإعلام من خلال التعليم الخاص في جهة معتمدة. دخلت المجال دون تخطيط مسبق، ولكنني انطلقت فيه بقوة، فبعد أقل من عام أصبحت مشرفًا عامًا في أول جريدة عملت بها، ومن هنا كانت البداية. ومنذ ذلك الحين، دمجت بين الكتابة والصحافة، ولا زلت أواصل الطريق.

متى بدأت علاقتك بالكتابة؟ وهل كانت ملاذًا أم رسالة؟

بدأت علاقتي بالكتابة منذ أكثر من 17 عامًا، حين كنت في الثالثة عشرة من عمري. لم يكتشف أحد من المحيطين بي موهبتي في ذلك الوقت، لكنني كنت دائمًا أميل إلى الورقة والقلم لأدوّن ما يحدث يوميًا كطفلة وبأسلوب طفولي. مع مرور الوقت، أصبحت الكتابة وسيلتي الأصدق للتعبير عمّا يدور في ذهني، فكانت لي ملاذًا ورسالة معًا.

كيف تختارين الموضوعات التي تستحق التغطية؟

لا أُفضل التوجّه نحو المواضيع الرائجة أو “التريند”، بل أحرص على التطرّق إلى القضايا التي تهم الناس فعلًا. كتبت، على سبيل المثال، مقالًا قانونيًا بعنوان “الابتزاز الإلكتروني.. جريمة العصر الحديث”، وقبل أن يمر عليه شهر، حدثت مشكلات حقيقية لأشخاص أعرفهم بسبب هذه الجريمة، فشعرت حينها بأهمية ما أكتب. أتابع محيطي باستمرار، وأختار موضوعاتي بناءً على ما أراه جديرًا بالطرح والمناقشة.

كيف تفرقين بين ما تكتبينه كصحفية، وما تكتبينه ككاتبة أدبية؟

الفارق واضح. في الصحافة، ألتزم بقواعد محددة في الكتابة سواء في الخبر أو التقرير أو المقال. أما في الكتابة الأدبية، فهي مساحتي الخاصة التي أكتب فيها بحرية تامة، وفق مشاعري وأفكاري، دون قيود. بعض نصوصي الأدبية خرجت من مواقف لا تُنسى، وظلت محفورة في وجداني.

هل واجهتِ نقدًا في مسيرتك؟ وكيف تعاملتِ معه؟

بالطبع، واجهت نقدًا من بعض الأشخاص المقربين أحيانًا. لكنني دائمًا ما أستحضر مقولة الشيخ الشعراوي رحمه الله:

“إذا لم تجد لك حاقدًا، فاعلم أنك إنسان فاشل” تعاملت مع النقد بالتطور والثبات، وتجاهلت بعضه عندما شعرت أنه نابع من الحسد أو سوء النية، خصوصًا ممن أعرفهم جيدًا.

ما الرسالة التي تحرصين على إيصالها من خلال كتاباتك؟

أركز دائمًا على إيصال رسالة الحلم، وأهمية السعي لتحقيقه. أؤمن بالإصرار والعزيمة كطريق للوصول.

كيف تتعاملين مع لحظات فقدان الإلهام أو ما يُعرف بـ “الصفحة البيضاء”؟

جميعنا نمرّ بلحظات نفقد فيها الشغف، بسبب الظروف أو الروتين. حين يحدث ذلك، أذكّر نفسي بأن هذه هي الحياة، وأننا لا نعيش في الجنة. أبدأ بالتخطيط لحلم جديد أو مشروع مختلف يخرجني من هذه الحالة، وأستعيد طاقتي بالتغيير.

هل تتذكرين أول نص كتبته؟ وما شعورك حينها؟

لا أذكر أول نص بدقة، لكنني أتذكر جيدًا أحد النصوص الرومانسية التي كتبتها. كنت أجلس في أحد المقاهي بمدينة المنصورة يُدعى “زهرة”، في الصباح الباكر، وشاهدت مشهدًا من فيلم أجنبي فيه عبارة “أمسكت بك أخيرًا”. تأثرت بالجملة، ودوّنتها فورًا. وفي الليلة نفسها كتبت نصًا نُشر لاحقًا في أكثر من كتاب وجريدة.

“أمسكت بك أخيرًا” – ياسمين يسري

“أدركتُ مؤخرًا أن الحُبّ أمان،

ليس بالضرورة أن يكون حُبّ سنواتٍ عديدة،

فالحُب يُولد في لحظة، ومنذ أن يولد، تنبع منه مشاعر صادقة،

الحُب ليس لمن قال: أحبك،

بل لمن فعل من أجلك ما تحب،

الحُبّ شعورٌ غامر بلُطفٍ دائم،

يرى المُحبُّ حبيبهُ رائعًا في كل حال،

ومن امتلك هذا الحُب، فقد ظفر بحُبٍّ حقيقي، يدوم إلى آخر الزمان.”

ما أبرز الأعمال التي شاركتِ فيها؟

شاركت في أكثر من عمل، من أشهرها “غموض أنثى” و”نساء بين الظل والنور” لديّ ستة كتب ورقية، وأربعة إلكترونية، وأعمل حاليًا على رواية مشتركة وأخرى فردية.

وأخيرًا، لو أتيح لك توجيه رسالة لنفسك في بداية المشوار، فماذا كنت ستقولين؟

كنت سأقول لنفسي «أنطلقي يا ياسمين، فأنتِ كتلة من الطاقة الخامدة أنفجري في طريق النجاح والتطوير، سيري ولا تلتفتي إلى الخلف أبدًا»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى