
بقلم :مصطفى السيد
في زمن يتسابق فيه الكثيرون نحو المجد، تبقى زينب السيد حسين القاضي نموذجًا للشابة الطموحة التي لا ترضى إلا بأن يكون لها أثر، حتى وإن لم يكتمل الطريق بعد. خريجة كلية الآداب، قسم الإعلام – شعبة الإذاعة، لم تكتفِ بما قدمته لها الدراسة، بل انطلقت في دروب الممارسة العملية، باحثة عن الذات في كل زاوية من زوايا المهنة.
بدأت خطواتها الأولى في عالم الصحافة من بوابة موقع إلكتروني بسيط يُدعى “WNS ميديا”، أسسته فتاة صحفية شابة، جمعتها بها روح الاجتهاد والطموح. لم يكن الموقع ضخمًا ولا مشهورًا، لكنه كان بيئة خصبة للموهوبين؛ إذ انطلق منه عدد من المراسلين الذين صاروا اليوم أسماء لامعة في مؤسسات كبرى.
لم تقف زينب عند حدود الكتابة، بل خاضت تجربة التدريب كمراسلة ميدانية في موقع “عين مصر”، لكنها لم تستمر لأسباب خاصة. كذلك، كان لها تجربة في ماسبيرو في مجال الإخراج، إلا أن هذه المحطة لم تكتمل أيضًا. ورغم ذلك، فإن كل تجربة – مكتملة كانت أو غير ذلك – أضافت إلى شخصيتها المهنية شيئًا من النضج والبصيرة.
على الصعيد السياسي والمجتمعي، لم تتخلَّ زينب عن دورها في خدمة الشباب؛ إذ تشغل منصب “أمين مساعد أمانة الشباب” في حزب مستقبل وطن، الأمر الذي يعكس حرصها على التفاعل مع قضايا الوطن والمشاركة الفعالة في الحياة العامة.
ولأنها تؤمن بأن الإعلام لا ينفصل عن فهم الإنسان وإدارة العلاقات، فقد سعت للحصول على تدريبات في مجالات الموارد البشرية (HR) والتسويق (Marketing)، ما يدل على رغبتها في التزود بالأدوات العصرية التي تعزز من قدراتها المهنية.
زينب القاضي ليست مجرد خريجة تبحث عن فرصة، بل هي شابة تمتلك الحلم وتملك معه التصميم، تسير بخطى ثابتة، تعثر أحيانًا، لكنها لا تتراجع. هي قصة من قصص الجيل الجديد الذي لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، لكنه يسعى ليصنعها بنفسه.