24 ساعة

“فاقد الشغف” الذي أصبح قدوة.. مصطفى عامر يرسم ملامح مستقبله من قلب التحديات

مصطفى عامر يرسم ملامح مستقبله من قلب التحديات

بقلم:منه ابراهيم

من قرية “كفر القصار” التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، خرج شاب طموح لم ينتظر الفرص، بل صنعها بيديه. “مصطفى السيد عامر”، أو كما يُعرف في محيطه بـ”سمبا”، هو نموذجٌ حيّ لشاب جمع بين الإرادة والإبداع، وبين الحلم والعمل الجاد، ليحفر اسمه في ساحة الإعلام بخطى واثقة، رغم كل ما واجهه من عقبات.

لقب “سمبا”.. حكاية من الطفولة

يبدأ مصطفى حديثه بابتسامة لافتة، حين سُئل عن سرّ لقبه المعروف به بين أقرانه، فقال:

“اللقب بسيط لكنه قريب إلى قلبي. كنت أعشق مشاهدة كرتون (سمبا) لدرجة أنني كنت أبكي متأثرًا بالحلقات، وأعيدها كثيرًا. وذات يوم، رآني عمي وأنا أتابعه، فأطلق عليّ هذا الاسم، ولازمني حتى اليوم.”

البداية الجامعية.. إختيار لم يكن في الحسبان

لم يكن الإعلام هو الحلم الأول لمصطفى، بل كان يطمح في الالتحاق بكلية التجارة قسم اللغة الإنجليزية، إلا أن الأقدار ساقته إلى كلية الإعلام رغمًا عنه. يقول:

“طلبت من أسرتي ألا يكتبوا الإعلام ضمن رغبات التنسيق، لكن عندما عدت من مشوار قصير، فوجئت بأنها الكلية التي ظهرت لي. حاولت التحويل، لكن لم أتمكن. فقررت أن أخوض التجربة وأجتهد فيها بدلًا من التراجع.”

إستعادة الشغف.. نقطة التحول

مرّ مصطفى بفترة شعر فيها بفقدان الشغف، لكنه سرعان ما استعاد حماسه من خلال مشاركته في فعالية نظمتها مؤسسة “أكتيف ميديا”. يقول عن هذه التجربة:

“كانت لحظة فارقة. التحقت بالفريق، ومع الوقت أصبحت مدير العلاقات العامة فيه. التحقت بعدة دورات تدريبية، وعملت في مجال التسويق أيضًا. شاركت في فعاليات كثيرة بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، حتى أصبحت مساعد رئيس التنظيم في كيان (إرادة شباب مصر).”

في ساحة الصحافة.. موهبة تُترجم إلى إنجازات

لم تتوقف مسيرة مصطفى عند حدود الفعاليات والتنظيم، بل امتدت لتشمل مجال الصحافة، فكتب في عدد من المواقع الإلكترونية وتدرّج في المهام والمسؤوليات، حتى أصبح له اسمه بين الكتّاب الشباب. ويؤكد أن الكتابة لم تكن مجرد عمل، بل وسيلة للتعبير عن الذات وإيصال صوت المجتمع.

شكر خاص.. للنفس أولاً وأخيرًا

حين سُئل مصطفى عن الأشخاص الذين كان لهم دور في دعمه، قال بثقة:

“لو سأُوجّه الشكر لأحد، فسيكون لنفسي فقط. هي التي تحملت، وصبرت، وقاتلت، ولم تتخلَّ عني في أحلك الظروف. وحدها كانت بجانبي حين لم يكن أحد.”

لحظات ضعف.. لكن العزيمة لا تنكسر

لم تخلُ رحلة مصطفى من اللحظات الصعبة، فقد واجه أوقاتًا شعر فيها بالإرهاق والخيبة، لكنه لم يستسلم. يقول:

“كنت أُذكّر نفسي دائمًا أن الفشل جزء من الطريق، وأن كل محاولة تقرّبني من النجاح. من يغامر هو فقط من يحظى بالفرصة. وثقتي بالله كانت دومًا الدافع للاستمرار.”

ختامًا، تبقى تجربة مصطفى عامر شاهدًا على أن الإرادة وحدها قادرة على صنع المعجزات، وأن السقوط لا يعني النهاية ما دامت النفس قادرة على الوقوف من جديد. من “فاقد شغف” إلى قدوة تُلهم الآخرين.. هكذا تُكتب الحكايات العظيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى