24 ساعة

تسويق بقلب إعلامي.. كيف أصبحت منة قائدة بفطرتها؟

كيف أصبحت منة قائدة بفطرتها؟

بقلم :مصطفى السيد

في زمنٍ تتسارع فيه الفرص، وتختلط فيه الميول بالمسارات المهنية، تبرز منة إبراهيم محمد كنموذجٍ فريد لمسيرة لم تُبْنَ على التخطيط المُسبق، بل على الاكتشاف الذاتي والشغف المتأخر الذي صنع الفارق.

منة، فتاة من منطقة حلوان بالقاهرة، لم تكن ترى نفسها يومًا في الإعلام. لم تكن تحب المجال أصلًا، بل كانت تنفر من مجرد التفكير فيه. لكن كما يقولون: بعض الطرق لا نكتشفها إلا حين نمشيها.

البداية كانت من فعالية إعلامية حضرتها بمحض المصادفة، نظمتها شركة تُدعى “ABC”. ومن هذا الحدث الصغير، كُتب أول سطر في رواية التحول. من خلاله، دخلت مدينة الإنتاج الإعلامي، وشاركت في تسجيل حلقة من برنامج “معكم منى الشاذلي”، وهناك، شعرت لأول مرة بأن للإعلام سحرًا لا يُقاوَم.

تكررت مشاركاتها في الحلقات، وتعزز فضولها تجاه المجال، حتى حضرت ورشة نظمتها جريدة “الجمهورية توداي”، ومنها حصدت أول تكريم رسمي في مشوارها. لم تكتفِ بذلك، بل التحقت بعدة كورسات شملت الصحافة والإذاعة، وهناك تألقت بجدارة، وحصلت على تقييم “امتياز” في كلا المجالين.

كانت المحطة التالية أكثر عمقًا؛ برنامج إذاعي حمل عنوان “صحبة الرسول” عبر راديو “حكاية”، حيث جسدت فيه شخصيتها بصوتها، ورسخت أول بصمة حقيقية لها في الإعلام الصوتي. ثم جاء أول اختبار ميداني حين شاركت في تغطية مؤتمر، وهناك خاضت أول حوار صحفي مع شخصيات بارزة في مجال الأعمال، لتُثبت أنها لا تخشى الوقوف في قلب الحدث.

وبينما كانت تواصل طريقها، قادتها خطواتها إلى فرصة عمل داخل الجريدة ذاتها التي بدأت منها، واستمرت فيها قرابة خمسة أشهر، بتشجيع من الأستاذة “مهره” التي كانت تشغل منصب مديرة التسويق، والتي رأت في منة طاقة لا يُستهان بها.

تلك الطاقة تحولت لاحقًا إلى مسؤولية؛ حين شاركت في تأسيس شركة “أكتيف ميديا”، وسرعان ما تدرجت فيها لتصبح مديرة تسويق. لم يكن المنصب مجرد لقب، بل مهمة أبدعت فيها منة بفضل قدراتها على التفكير، والإقناع، وفهم الشخصيات المختلفة.

تقول منة:

“نجاحي كمديرة تسويق جاء من قدرتي على تشغيل دماغي، وفهم العميل، وإني بعرف أكون قائدة مش بس مديرة.”

وتضيف “أكتر تحدي واجهني إن لازم أكون واعية بكل التفاصيل، وأعرف أتعامل مع مشاكل أي عميل أو موظف، حتى لو كانت كبيرة. حاولت أكون دايمًا محفز للفريق، وأفهم كل شخص بطريقته ومشاعره. ودي مش حاجة سهلة، إنك تتعامل مع ٢٠ شخص وكل واحد له شخصية مختلفة!”

وتختتم بنصيحة ذهبية لكل إعلامي أو إعلامية يفكر في دخول مجال التسويق:

التسويق ليس فقط عن بيع المنتجات، بل عن فهم الناس واحتياجاتهم. إذا كنت إعلاميًّا ماهرًا في التواصل وإيصال الرسائل، فأنت تمتلك المهارات الأساسية للنجاح. ابدأ بتعلم المفاهيم، وجرّب، واكتسب خبراتك من العمل والمواقف. الإعلام والتسويق وجهان لعملة واحدة، مفتاحها الحقيقي هو فهم البشر.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى