24 ساعة

رضوى محمد لـ “نيوز بالعربي”: التطور المهني يبدأ من فهم الذات… وسوق العمل لا ينتظر المترددين

إدارة الحوار/ عبدالرحمن فتحي عبدالنعيم نائب رئيس التحرير.

في زمنٍ تتسارع فيه التغيرات، وتعلو فيه أصوات المنافسة، لم يعد الدخول إلى سوق العمل مجرد خطوة تقليدية بعد التخرج، بل أصبح رحلة تتطلب الوعي، والتخطيط، والكثير من التطوير الذاتي.

وفي هذا الحوار الحصري، نلتقي بالأستاذة رضوى محمد، مسؤولة التوظيف وخبيرة الموارد البشرية، لنتعرف منها على كواليس المقابلات الشخصية، وأبرز التحديات التي تواجه الشباب، ونصائحها الذهبية لكل من يخطو أولى خطواته في الحياة المهنية.

سوق العمل
سوق العمل

1- بدايةً، هل يمكنك أن تعريفنا بنفسك؟ وكيف كانت بدايتك في مجال الموارد البشرية؟

اسمي رضوى محمد، أعمل حاليًا في مجال الموارد البشرية، وتحديدًا في قسم التوظيف، وبالنسبة لرحلتي المهنية، فقد بدأت بدافع من شغفي بفهم طبيعة العنصر البشري داخل بيئات العمل.

ومع مرور الوقت، أدركت أن هذا المجال يمنحني فرصة حقيقية للتأثير في حياة الآخرين من خلال مساعدتهم على الوصول إلى الوظائف التي تناسب مؤهلاتهم وطموحاتهم.

2- ما أكثر العوامل التي دفعتك للاستمرار في هذا المجال؟

أكثر ما جذبني لهذا المجال هو التواصل الدائم مع الأشخاص، وقدرتي على اكتشاف المهارات والإمكانات الكامنة لدى كل فرد.

كما أن فكرة أن أكون حلقة الوصل بين الكفاءات وسوق العمل، وأن أُسهم في بداية مسيرة مهنية ناجحة لأحدهم، هي الدافع الأكبر الذي يجعلني أتمسك بهذا المجال وأواصل العمل فيه بشغف.

3- من خلال خبرتك، ما أبرز الأخطاء التي يقع فيها الشباب أثناء مقابلات التوظيف؟

من أكثر الأخطاء الشائعة عدم التحضير الكافي للمقابلة، سواء من حيث فهم طبيعة الشركة أو الوظيفة المتقدم لها.

كما يواجه بعض المتقدمين صعوبة في التعبير عن أنفسهم بوضوح، أو يبالغون في الحديث عن إنجازاتهم دون التركيز على المهارات الفعلية.

وكذلك، هناك من يعتمد بشكل مفرط على الشهادات دون أن يُظهر حماسه الحقيقي أو استعداده للتعلم والتطور داخل المجال.

4- هل تعتقدين أن الكورسات كافية للحصول على فرصة عمل، أم أن الخبرة ضرورية أيضًا؟

الكورسات تُعد خطوة مهمة كبداية لأي شخص يسعى لدخول سوق العمل، لكنها وحدها لا تكفي، والفارق الحقيقي يظهر من خلال التطبيق العملي للمعلومات المكتسبة.

لذلك، أنصح دائمًا بالجمع بين التعلم النظري والخبرة العملية، حتى وإن كانت تلك الخبرة مكتسبة من خلال تدريب تطوعي أو مشروعات فردية مستقلة.

سوق العمل
سوق العمل

5- ما المهارات التي أصبحت مطلوبة في سوق العمل اليوم أكثر من أي وقت مضى؟

السوق اليوم يشهد تغيرًا متسارعًا، وأصبح يركز بشكل كبير على مهارات مثل: المرونة، التفكير النقدي، القدرة على حل المشكلات، مهارات التواصل الفعّال، وإجادة استخدام التكنولوجيا.

كما أن القدرة على العمل ضمن فريق، وإدارة الوقت بفعالية، أصبحت من العوامل الجوهرية التي تحدد نجاح الفرد في بيئة العمل المعاصرة.

6- هل صادفتِ متقدمين لوظائف يحملون مؤهلات عالية ولكنهم غير قادرين على إيجاد فرص عمل؟ وما سبب ذلك في رأيك؟

نعم، كثيرًا ما أقابل حالات لأشخاص يمتلكون مؤهلات أكاديمية متميزة، لكنهم يواجهون صعوبة في الحصول على وظائف.

وفي الغالب، المشكلة لا تكمن في المؤهل نفسه، بل في طريقة تقديم الذات أثناء المقابلات، أو في ضعف المهارات الشخصية، أو غياب خطة واضحة لتطوير الذات.

وفي بعض الأحيان أيضًا يكون العائق هو التردد في قبول بعض الفرص المبدئية، ظنًا بأنها لا تليق بالمؤهل، في حين أنها قد تكون بوابة حقيقية لانطلاقة قوية.

7- ما الخطوة الأولى التي تنصحين بها أي شاب حديث التخرج لبدء مسيرته المهنية؟

أنصحه أن يبدأ بفهم ذاته أولًا، وأن يحدد ما الذي يريده حقًا على المدى القريب والبعيد، وبعد ذلك، عليه أن يعمل على تطوير مهاراته من خلال التعلم المستمر والتجربة العملية.

ولا بأس أبدًا في أن يبدأ من نقطة بسيطة أو وظيفة مبدئية، الأهم أن تكون لديه رؤية واضحة وتطور تدريجي، كما أن بناء شبكة من العلاقات المهنية يعد أمرًا جوهريًا في بداية الطريق.

8- ما الفرق بين من يعمل بوظيفة عادية، ومن يعمل بدافع الشغف؟ وهل يؤثر هذا الفرق على النجاح؟

بالتأكيد هناك فرق واضح، فمن يعمل بشغف يكون أكثر التزامًا وانفتاحًا للتعلّم والتطور، وغالبًا ما يبتكر في عمله ويسعى للتميّز، مما يجعل فرص نجاحه أعلى.

وعلى الجانب الآخر، من يعمل فقط من أجل الراتب قد يفتقر إلى الحماس، مما ينعكس على أدائه واستمراريته في المجال.

سوق العمل
سوق العمل

9- ما أبرز التحديات التي تواجه الشباب في سوق العمل حاليًا؟

من أبرز التحديات اليوم هو شدة التنافس على الفرص، بالإضافة إلى وجود فجوة كبيرة بين ما يتطلبه سوق العمل من مهارات وما يمتلكه كثير من الخريجين.

كما أن بعض التخصصات تعاني من قلة الفرص، فضلًا عن شعور بعض الشباب بالإحباط أو فقدان الثقة بالنفس، مما يعيقهم عن المحاولة والمثابرة.

10- ما الرسالة التي ترغبين في توجيهها للشباب الذين لا يزالون يبحثون عن فرصتهم؟

رسالتي لهم: لا تيأسوا، لأن كل تأخير قد يكون فيه خير خفي لا نراه الآن، لذلك استمروا في تطوير أنفسكم، تعلّموا من كل تجربة، وابدؤوا بأي فرصة متاحة حتى وإن بدت بسيطة، فالأبواب لا تُفتح فجأة، لكنها تُفتح لمن يثابر ويؤمن بذاته ويستمر في المحاولة دون توقف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى