دكتور عمر عبد الحكيم لـ نيوز بالعربي: أهم العناصر الغذائية لبناء عقل وجسم الطفل
شروق صلاح

كتبت : شروق صلاح
في حوار خاص مع نيوز بالعربي، تحدث الدكتور عمر عبد الحكيم محمد، مندوب الدعاية الطبية بشركة إنترفارم للصناعات الطبية والدوائية، عن أهم العناصر الغذائية التي يجب على الأم الانتباه لها لضمان نمو صحي وسليم لطفلها، وتعزيز ذكائه منذ السنوات الأولى وحتى سن البلوغ.
س: ما أهمية الكالسيوم في تغذية الأطفال؟
ج: الكالسيوم عنصر أساسي لنمو العظام والأسنان عند الأطفال، خاصة في السنوات الأولى وحتى سن البلوغ. كما يساعد على تنظيم انقباض العضلات ونقل الإشارات العصبية. نقصه قد يؤدي إلى لين العظام أو تأخر النمو أو مشاكل بالأسنان. من أهم مصادره الحليب، الزبادي، الجبن، والخضروات الورقية مثل السبانخ.
س: وماذا عن المغنيسيوم؟ هل هو مهم للأطفال؟
ج: المغنيسيوم عنصر لا يقل أهمية عن الكالسيوم، فهو يدعم الجهاز العصبي، يقوي المناعة، وينظم مستوى السكر في الدم. كما يساعد على امتصاص الكالسيوم داخل العظام. نقصه قد يسبب تهيجًا أو ضعفًا عضليًا أو تشنجات. مصادره تشمل المكسرات، البقوليات، الحبوب الكاملة، والموز.
س: كيف يمكن للأم ملاحظة نقص هذه العناصر لدى طفلها؟
ج: نقص الكالسيوم قد يظهر في صورة تأخر التسنين، ضعف النمو الحركي، أو سهولة كسور العظام. أما نقص المغنيسيوم فقد يسبب اضطرابات في النوم، ضعف التركيز، العصبية الزائدة، أو تقلصات عضلية. الفحص الطبي الدوري يساعد على الاكتشاف المبكر وعلاج النقص.
س: كيف يمكن للأم تعزيز ذكاء طفلها من خلال الغذاء؟
ج: التغذية السليمة أساس بناء القدرات العقلية. يجب أن يتضمن غذاء الطفل أحماض أوميغا-3 الموجودة في الأسماك، والزنك، والحديد، وفيتامينات B6 وB12، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة مثل فيتامين C وE. هذه العناصر تدعم نمو الدماغ، وتقوي الذاكرة، وتحسن الانتباه.
س: هل للتغذية تأثير على سلوك الطفل؟
ج: نعم، نقص الحديد أو فيتامين D قد يزيد من التوتر وضعف التركيز، بل وقد يؤدي إلى العدوانية. الغذاء المتوازن يحسن الحالة المزاجية والسلوك، ويساعد على استقرار نفسية الطفل.
س: ما النصائح التي تقدمها للأمهات لضمان تغذية مثالية لأطفالهن؟
ج: التنويع في الطعام، تجنب الأطعمة المصنعة والسكريات الزائدة، تقديم الفواكه والخضروات الطازجة يوميًا، تنظيم مواعيد الوجبات، واستشارة الطبيب عند الشك بوجود نقص غذائي.
س: كيف يمكن للأم تهيئة بيئة ذكية لطفلها تساعده على تطوير قدراته العقلية؟
ج: من خلال الحوار المستمر معه، والقراءة اليومية، وتشجيعه على الألعاب التعليمية مثل البازل والمكعبات، وتقليل وقت الشاشات خاصة قبل سن الثالثة، وتحفيزه على الاستكشاف والتجربة.
س: متى تلجأ الأم إلى المكملات الغذائية؟
ج: إذا ظهرت مشكلات مثل ضعف الشهية المزمن، أو تأخر النمو، أو نقص الوزن، أو مشاكل الامتصاص، أو أثبتت التحاليل الطبية وجود نقص واضح في عنصر غذائي معين. يجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبي لتحديد النوع والجرعة المناسبين.
س: ما أبرز الخرافات الشائعة حول تغذية الأطفال؟
ج: من أكثرها شيوعًا الاعتقاد أن الطفل الممتلئ هو الطفل الصحي، أو أن الفيتامينات يجب تناولها باستمرار، أو أن الإفراط في شرب اللبن يعوض سوء التغذية، أو أن الأطفال لا يحبون الخضروات فيجب التوقف عن تقديمها، أو أن السكر يمنحهم النشاط. جميعها مفاهيم خاطئة قد تضر بصحة الطفل على المدى الطويل.
وفي ختام الحوار، شدد الدكتور عمر عبد الحكيم على أن الغذاء السليم لا يبني جسدًا قويًا فقط، بل يصنع عقلًا متوازنًا وشخصية قادرة على التعلم والتفاعل، مؤكدًا أن البداية الحقيقية لصحة وذكاء الطفل تبدأ من المطبخ.