مطالب بوقف تمويل مؤسسة تُتهم بقتل المدنيين في غزة

كتبت: سهام إبراهيم علي حسن 

طالب 21 عضوًا بمجلس الشيوخ الأمريكي من الحزب الديمقراطي الرئيس دونالد ترامب بوقف التمويل الفوري لمؤسسة الإغاثة الإنسانية العاملة في غزة، والتي تحولت، بحسب وصفهم، إلى “فخ موت” تسبب في مقتل أكثر من 700 مدني أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة “ذا جارديان” البريطانية.

انتقادات لانتهاك المبادئ الإنسانية

قاد الرسالة التحذيرية كل من السيناتور كريس فان هولين وبيتر ويلش، واتهم الموقعون المؤسسة، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بانتهاك المبادئ الراسخة في القانون الإنساني الدولي منذ اتفاقيات جنيف 1949، عبر تداخل عمليات توزيع الإغاثة مع أنشطة أمنية وعسكرية.

وأكد النواب أن المدنيين تعرضوا لإطلاق نار من دبابات وطائرات مسيّرة ومروحيات، إلى جانب اشتباك مباشر مع قوات على الأرض أثناء انتظارهم للمساعدات.

تمويل بملايين الدولارات وسط تجاهل للمخاطر

أفادت “ذا جارديان” بأن إدارة ترامب منحت المؤسسة 30 مليون دولار في يونيو الماضي، تم صرف 7 ملايين منها حتى الآن، في ظل تقارير تفيد بتجاوز المؤسسة لإجراءات الرقابة المعتادة، وسط اعتراضات داخل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بشأن “المخاطر التشغيلية وغياب الرقابة”.

استقالات تكشف خللًا داخليًا

كشفت الصحيفة أن المدير التنفيذي المؤسس للمؤسسة، جيك وود، قدّم استقالته في مايو الماضي، مؤكدًا أنه لا يمكن تنفيذ الخطة دون التخلي عن مبادئ الحياد والإنسانية. كما انسحبت شركة “بوسطن كونسلتينج جروب” من المشروع بعد فترة قصيرة من انطلاقه.

“ساحات قتل” وتورط متعاقدين أمريكيين

وصف النواب مواقع توزيع المساعدات التابعة للمؤسسة بأنها تحوّلت إلى “ساحات قتل”، حيث استشهد 766 مدنيًا وأُصيب نحو 5000 آخرين بحسب أرقام أممية، في حين لقي أكثر من 1000 شخص حتفهم أثناء محاولات الوصول للمساعدات، مع تأكيد وفاة نحو 100 شخص بسبب الجوع.

واتهم التقرير شركتين أمريكيتين، “سيف ريتش سوليوشنز” و”يو جي سوليوشنز”، باستخدام الذخيرة الحية وقنابل الغاز أثناء توزيع الطعام، رغم نقص تدريبهم القتالي.

شهادات ميدانية ومواقف متشددة

نقلت شبكة “BBC” عن أحد المتعاقدين السابقين شهادته عن استهداف مباشر من القوات الإسرائيلية لحشود من المدنيين، باستخدام دبابات وأسلحة ثقيلة، واصفًا ما جرى بأنه “وحشية لم يرَ مثلها من قبل”.

وفي تطور لافت، أعلنت منظمتا “بتسيلم” و”أطباء من أجل حقوق الإنسان – إسرائيل” أن إسرائيل ترتكب “إبادة جماعية” في غزة، في أول تصريح من نوعه لمنظمات حقوقية إسرائيلية.

مهلة للرد وتحذير من استمرار الدعم

من جانبه، أكد السيناتور المستقل أنجوس كينج أنه لن يدعم أي مساعدات إضافية لإسرائيل “طالما يستمر تجويع الأطفال في غزة”، معتبرًا ذلك “إهانة للكرامة الإنسانية”.

وأمهل النواب وزير الخارجية روبيرتو مهلة أسبوعين للرد على أسئلتهم بشأن آليات التمويل والضحايا المدنيين والامتثال للقانون الإنساني، مؤكدين أن “أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لا يجب أن تُستخدم في هذا المخطط”.