تعليمثقافة

حوار خاص مع الطالبه “بسنت اشرف” تجمع بين دراسة التجاره والاعلام بنجاحٍ وإبداع

الطالبه "بسنت اشرف" تجمع بين دراسة التجاره والاعلام بنجاحٍ وإبداع

إدارة الحوار: إسراء محمد 

ف زمن تتعدد فيه الطموحات وتتسع فيه الآفاق، هناك من لايرضي أن يسلك طريقا واحدا، بل يسعي لاكتشاف قدراته في اكتر من مجال.

فى بداية الحوار عرّفينا بنفسك؟

أنا اسمي بوسي أشرف، أبلغ من العمر 23 عامًا، طالبة في كلية التجارة بجامعة عين شمس، ومن ذوي الهمم وأستخدم كرسيًا متحركًا، ورغم أن دراستي الأساسية ليست في مجال الإعلام، إلا أنني أحببت هذا المجال منذ زمن بعيد، وأشعر بداخلي برسالة أودّ إيصالها للناس.

أتمنى أن أكون مؤثرة في قلوب الآخرين، وأن أُحدث تغييرًا في حياة أي شخص، حتى لو بنسبة 1%، من خلال كلمة صادقة تخرج من قلبي وتصل إلى قلبه.

ولهذا بدأت دراسة الإعلام إلى جانب التجارة، من خلال الدورات التدريبية والكورسات، كما بدأت التعلّم أيضًا عبر المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي.

هدفي أن أكون مصدر أمل للناس، وأن أقدّم محتوى يلامس قلوبهم ويجعلهم يؤمنون بأنفسهم وبالله أكثر.

 كيف بدأتِ رحلتك بين مجالين مختلفين تمامًا كالتجارة والإعلام؟ وهل كان ذلك اختيارًا أم تحديًا فُرض عليكِ؟

في الحقيقة، كان تحديًا فُرض عليّ في البداية، من نفسي لا من أحد، لأن مجموعي في الثانوية العامة لم يُؤهلني لدخول كلية الإعلام، فالتحقت بكلية التجارة، لكنني لم أستسلم، وبدأت التدريب في الإعلام منذ أن كنت في المرحلة الثانوية، وعندما ابتعدت عنه قليلًا وعدت لاحقًا، عدت بقوة.

التحقت بعدة كورسات، وعملت على تطوير صوتي، وبدأت تقديم الفويس أوفر والمحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سار المجالان معًا، لكن لم يكن ذلك بالأمر السهل كل اختياراتي تطلبت شجاعة.

هل في البداية عندما لم تدخلي كلية الإعلام رغم حبك له، هل شعرتِ بالإحباط؟ أم كان لديكِ يقين بأنكِ ستصلين بطريقتكِ الخاصة؟

بالطبع شعرتُ بالإحباط، وهذا أمر طبيعي جدًا، لكن وسط هذا الإحباط، كان هناك دائمًا يقين صغير بداخلي يقول لي: “ليس من الضروري أن يكون الطريق مباشرًا، ولكن يمكنك الوصول من طريق آخر”، وكان هذا الإحساس يكبر مع كل كلمة دعم أسمعها من أهلي، أو من دكتور، أو صديقة، أو حتى من متابع على وسائل التواصل.

كل كلمة جميلة كانت تُذكّرني بأن ما بداخلي ليس حلمًا مستحيلًا، وأن الله يكتب لكل منا طريقه بطريقته الخاصة.

ما الذي دفعكِ للتمسك بحلمكِ في الإعلام رغم دراستكِ في كلية أخرى؟

تمسّكت به لأن الإعلام بالنسبة لي ليس مجرد مجال دراسي… بل هو حلم، وهوية، وطاقة، وإحساس، شعرتُ أنني بدونه لست أنا وعندما بدأت أعمل على نفسي فيه، حتى من بعيد، بدأت أشعر أنني أكمّل ذاتي

لماذا تُجهدين نفسكِ بدراسة مجالين؟” ماذا تقولين لهم من قلبكِ؟

هل أتعب؟ نعم، ولكن هذا التعب هو ما يجعلني أشعر بقيمة ما أقوم به، أنا لا أدرس مجالين لأُبهر الناس، بل لأُرضي نفسي، التجارة تحمل الفكر والمنطق، والإعلام يحمل الإحساس والتأثير وأنا بحاجة لكليهما في حياتي.

ماهي أكثر لحظة شعرتِ فيها أنكِ تسيرين في الطريق الصحيحة رغم كل التحديات؟

كانت لحظة قال فيها أستاذي أمام زملائي إنني مصدر إلهام له، وإنني مثال لمن يحب شيئًا فيصل إليه، حتى وإن لم تساعده الظروف، تلك الكلمة كانت بمثابة رسالة من الله: “واصلي… أنتِ تسيرين في الطريق الصحيح.”

 هل واجهتِ استهزاءً أو تقليلًا من حلمكِ في الإعلام؟ وإن حدث كيف كنتِ تردين؟

نعم، هناك من قال لي: “ماذا ستفعلين بصوتكِ؟”

وهناك من استغرب أنني أدرس كورسات إعلام وأنا في كلية لا علاقة لها بالمجال.

لكني لم أردّ بالكلام… بل بالإنجاز، كلما قدّمت عملاً جيدًا وشعرت بتفاعل حقيقي، كان ذلك هو الرد الحقيقي.

هل لو عاد بكِ الزمن إلى أول يوم في الجامعة… هل كنتِ ستختارين نفس الطريق مجددًا؟

«نعم» ربما كنت أتمنى دخول كلية الإعلام منذ البداية، لكن في نفس الوقت، الطريق الذي سلكته هو ما علّمني التمسك بحلمي أكثر، لذلك نعم، كنت سأختار نفس الطريق، لأنه شكّل شخصيتي.

كيف استطعتِ التوازن بين الدراسة الجامعية، وكورسات الإعلام، والحياة الشخصية؟

بصراحةلم أكن أستطيع دائمًا الموازنة، لكنني كنت أحاول.

كنت أخصص وقتًا لكل شيء، وأرتب أولوياتي، وأتخلّى أحيانًا عن الراحة، لكنني لم أتنازل يومًا عن حلمي وكل خطوة تقرّبني منه كانت تمنحني طاقة لأكمل الطريق

هل أنتِ الآن تقدّمين محتوى بصوتكِ على وسائل التواصل الاجتماعي حدّثينا عن هذه التجربة ولماذا اخترتِ طريقة الفويس أوفر؟

بدأت أعمل على صوتي في مجال الفويس أوفر لأن الصوت يخترق القلب دون استئذان، كنت أكتب كلمات من قلبي وأسجلها بصوتي، واندهشت من التفاعل.

كان هناك من يقول لي:

“هذا الكلام موجّه لي أنا.” في تلك اللحظة شعرت أنني لا أقول كلمات وحسب، بل ألمس القلوب، والآن أقدّم محتوى يتضمن قصة وعبرة، وأحاول من خلاله أن أمنح الناس أملًا وتفاؤلًا، وأُذكّرهم بأن هناك دومًا نورًا وسط الظلام.

ماهي الرسالة التي تتمنين إيصالها للناس من خلال المحتوى الذي تقدمينه؟

أتمنى أن أصل لكل شخص يشعر أنه ليس كافيًا، أو أن الحلم بعيد… وأقول له: لا، كل خطوة صغيرة لها معنى، وكل كلمة صادقة ستصل.

أتمنى أن أكون سببًا في أن ينهض أحدهم من تعبه، أو يتذكّر نفسه وسط الزحام.

 هل ترين أنكِ أصبحتِ مصدر أمل وإلهام للآخرين؟ وهل حدثت مواقف بالفعل تُثبت لكِ ذلك؟

“أسأل الله أن أكون كذلك” أنا أحاول دائمًا اختيار كلماتي بعناية، وأن أنقل مشاعر فيها أمل وتفاؤل، علّها تلمس قلب شخص يحتاج تلك الكلمة.

ذات مرة وصلتني رسالة من فتاة قالت لي إن أحد فيديوهاتي بدا وكأنه موجّه لها شخصيًا، وأنه شجّعها على التحدث بصوتها.

تلك الكلمة أثرت فيّ كثيرًا، وأسعدتني من أعماقي… وجعلتني أقول لنفسي: ربما أكون حقًا سببًا بسيطًا في تغيير جميل في حياة أحدهم.

هل لو هناك فتاة ترغب في دخول مجال الإعلام لكنها لا تستطيع دخول الكلية أو تواجه ظروفًا صعبة… ماذا تقولين لها؟

أقول لها: الكلية وسيلة وليست غاية، إذا كنتِ تحبين الإعلام بصدق، فهناك ألف طريق للوصول إليه.

تعلّمي، طوّري نفسك، اعملي على صوتك وأسلوبك، وكوني واثقة أن بوسعكِ الوصول حتى من طريق مختلف.

 ما هي صفات الإعلامي الناجح في نظرك؟ وهل الشهرة كافية؟

الإعلامي الحقيقي هو من يحمل رسالة، ويشعر بالمسؤولية، ويحترم جمهوره، ويفكّر قبل أن يتحدث.

كما يجب أن يقدم شيئًا ذا قيمة، لا أن يلهث خلف الترند فقط، يجب أن يعرف تأثيره، وما الذي يقوله، ولمن ولماذا. الشهرة ليست كافية أبدا

 إلى أين تطمحين أن تصلي في المستقبل؟ ليس مهنيًا فقط… بل إنسانيًا أيضًا؟

أتمنى أن أصل إلى مكان أكون فيه مؤثرة، لا مجرد مشهورة، أتمنى أن أقدّم برنامجًا يحمل قيمة حقيقية، يترك أثرًا ووعيًا، ويُسهم في مشاريع تخدم الناس وتغيّرهم نحو الأفضل.

إنسانياً أتمنى أن أكون مصدر أمان وأمل وإيجابية لكل من يحتاج إلى كلمة صادقة تطمئنه، أتمنى أن تصل مني نفس الكلمة التي كنت أحتاجها ذات يوم… لغيري اليوم، وأتمنى أيضًا أن أرى كل دعواتي وأمنياتي وأحلامي تتحقق أمامي، وأن أعيش وسطها فرِحة وسعيدة وأن يكون الله راضيًا عني، وأهلي فخورين بي وراضين عني.

لو هتكتبي عنوانًا لقصة حياتكِ حتى اليوم ماذا سيكون؟

“لا يزال الطريق طويلً وأنا ما زلتُ أواصل المسير”

وقعت كثيرًا، لكن في كل مرة كنت أنهض.

ليس لأن الطريق سهل، بل لأنني مؤمنة أن لي مكانًا في نهايته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى