سياسة

تجميد مشروع “المدينة الإنسانية” برفح وسط ضغوط دولية وعقباتلوجستية

"المدينة الإنسانية" برفح وسط ضغوط دولية وعقباتلوجستية

كتبت: سهام إبراهيم علي حسن 

كشفت مصادر أمنية إسرائيلية عن تجميد مشروع “المدينة الإنسانية” الذي كان من المقرر إنشاؤه في رفح جنوب قطاع غزة، بهدف نقل مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى منطقة معزولة، كخطوة أولى ضمن مخطط تهجير واسع. هذا التراجع جاء بسبب تعقيدات لوجستية وضغوط دولية متزايدة، إضافة إلى مساعي الحكومة الإسرائيلية لعقد صفقة تبادل أسرى.

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن القيادة السياسية في إسرائيل لم تتخذ قرارًا نهائيًا بشأن المضي قدمًا في المشروع، وترى أن إنجاح صفقة التبادل المحتملة يتطلب تجميد الخطط الحالية، خاصة في ظل تحذيرات من الجيش الإسرائيلي بأن المشروع قد يعرقل جهود تحرير المحتجزين لدى حماس.

القناة 14 العبرية أشارت إلى أن بناء “المدينة الإنسانية” قد يستغرق عامًا كاملًا، وهو ما تجاوز التقديرات الأولية وأثار انزعاجًا داخل المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، في وقتٍ تعاني فيه إسرائيل من انتقادات دولية حادة، نظرًا لما يعتبره المجتمع الدولي محاولة لفرض تهجير جماعي للفلسطينيين.

في السياق نفسه، أقر مصدر أمني بأن إسرائيل أوقفت إدخال المساعدات منذ مارس الماضي لدواعٍ سياسية، وسط تهديدات من داخل الائتلاف الحكومي، مؤكدًا أن الرأي العام العالمي بات يُشكل ضغطًا حاسمًا على صانعي القرار.

وفي محاولة لامتصاص هذا الضغط، قررت إسرائيل رفع عدد شاحنات المساعدات اليومية إلى 150، رغم تصريحات وزير المالية المتطرفة برفضه إدخال أي مساعدات لغزة سابقًا.

ورغم إنشاء أربع مراكز توزيع للمساعدات، وصفها وزير المالية بخطوة “تاريخية”، إلا أن التجربة فشلت على الأرض، حيث تعرضت عشرات الشاحنات للنهب، لا سيما شمال القطاع.

وأعلنت إسرائيل السبت الماضي عن “هدنة إنسانية” من طرف واحد، لا تشمل التزامات من حماس، في خطوة وصفتها مصادر أمنية بأنها مجرد تحرك إعلامي يستهدف تحسين صورة تل أبيب والتخفيف من اتهامات التسبب بمجاعة، مع توقعات باستمرارها لأسبوع على الأقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى